responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 783

783

(1) - شُرَكََاءَ» جعل أولادهما له شركاء فحذف المضاف و أقيم المضاف إليه مقامه فصار جعلا و هذا مثل قوله سبحانه‌ «اِتَّخَذْتُمُ اَلْعِجْلَ» «وَ إِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً» و التقدير و إذ قتل أسلافكم نفسا و اتخذ أسلافكم العجل فحذف المضاف و على هذا الوجه تكون الكناية من أول الكلام إلى آخره راجعة إلى آدم و حواء و يقويه قوله سبحانه «فَتَعََالَى اَللََّهُ عَمََّا يُشْرِكُونَ» (و رابعها) ما روت العامة أنه يرجع إلى آدم و حواء و أنهما جعلا لله شريكا في التسمية و ذلك أنهما أقاما زمانا لا يولد لهما فمر بهما إبليس و لم يعرفاه فشكوا إليه فقال لهما إن أصلحت حالكما حتى يولد لكما ولد أ تسميانه باسمي قالا نعم و ما اسمك‌قال الحرث فولد لهم فسمياه عبد الحرث ذكره ابن فضال و قيل إن حواء حملت أول ما حملت فأتاها إبليس في غير صورته فقال لها يا حواء ما يؤمنك أن تكون في بطنك بهيمة فقالت لآدم لقد أتاني آت فأخبرني أن الذي في بطني بهيمة و إني لأجد له ثقلا فلم يزالا في هم من ذلك ثم أتاها فقال إن سألت الله أن يجعله خلقا سويا مثلك و يسهل عليك خروجه أ تسميه عبد الحرث و لم يزل بها حتى غرها فسمته عبد الحرث برضاء آدم و كان اسم إبليس عند الملائكة الحارث و هذا الوجه بعيد تأباه العقول و تنكره فإن البراهين الساطعة التي لا يصح فيها الاحتمال و لا يتطرق إليها المجاز و الاتساع قد دلت على عصمة الأنبياء ع فلا يجوز عليهم الشرك و المعاصي و طاعة الشيطان فلو لم نعلم تأويل الآية لعلمنا على الجملة أن لها وجها يطابق دلالة العقل فكيف و قد ذكرنا الوجوه الصحيحة الواضحة في ذلك على أن الرواية الواردة في ذلك قد طعن العلماء في سندها بما هو مذكور في مواضعه و لا نحتاج إلى إثباته فإن الآية تقتضي أنهم أشركوا الأصنام التي تخلق و لا تخلق لقوله‌ «أَ يُشْرِكُونَ مََا لاََ يَخْلُقُ شَيْئاً وَ هُمْ يُخْلَقُونَ» و في خبرهم أنهما أشركا إبليس اللعين فيما ولد لهما بأن سموه عبد الحرث و ليس في ظاهر الآية لإبليس ذكر و حكى البلخي عن جماعة من العلماء أنهم قالوا لو صح الخبر لم يكن في ذلك إلا إشراكا في التسمية و ليس ذلك بكفر و لا معصية و اختاره الطبري و روي العياشي في تفسيره عنهم (ع) أنه كان شركهما شرك طاعة و لم يكن شرك عبادة و قوله «أَ يُشْرِكُونَ مََا لاََ يَخْلُقُ شَيْئاً وَ هُمْ يُخْلَقُونَ» توبيخ و تعنيف للمشركين بأنهم يعبدون مع الله تعالى جمادا لا يخلق شيئا من الأجسام و لا ما يستحق به العبادة و هم مع ذلك مخلوقون محدثون و لهم خالق خلقهم و إن خرج الكلام مخرج الاستفهام و لفظة ما إنما تستعمل فيما لا يعقل فدل ذلك على أن المراد بقوله «جَعَلاََ لَهُ شُرَكََاءَ» أنهم أشركوا الأصنام مع الله تعالى لا ما ذكروه من إشراك إبليس و إنما قال و هم يخلقون على لفظ العقلاء و إن كانت الأصنام جمادا لأنه أراد به الأصنام‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 783
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست