نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 775
(1) - حمل أستدرج على موضع الفاء المحذوفة من قوله فلعلي أصالحكم و موضعه جزم.
اللغة
الاستدراج أصله من الدرجة و هو أن يؤخذ قليلا قليلا و لا يباغت كما يرتقي الراقي الدرجة فيتدرج شيئا بعد شيء حتى يصل إلى العلو و قيل أصله من الدرج الذي يطوي فكأنه يطوي منزلة بعد منزلة كما يطوي الدرج و يقال درج القوم إذا مات بعضهم في إثر بعض و الإملاء التأخير و الإمهال من الملي يقال مضى عليه ملي من الدهر و ملاوة من الدهر بضم الميم و فتحها و كسرها أي قطعة منه و أصل الإملاء الاستمرار على العمل من غير لبث من أمليت الكتاب و منه الملاة للفلاة ذات الحر و السراب لاستطالة المكث فيه و المتين القوي و الشديد و أصله من المتن و هو اللحم الغليظ الذي عن جانب الصلب و هما متنان و الكيد و المكر واحد و الجنة الجنون و أصله الستر و الملكوت هو الملك الأعظم للمالك الذي ليس بمملوك .
المعنى
لما ذكر سبحانه المؤمنين بمحمد ص الهادين بالحق ذكر بعده المكذبين بآياته فقال «وَ اَلَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيََاتِنََا» التي هي القرآن و المعجزات الدالة على صدق النبي ص و كفروا بها «سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاََ يَعْلَمُونَ» إلى الهلكة حتى يقعوا فيه بغتة كما قال سبحانه بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلاََ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهََا و قال فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَ هُمْ لاََ يَشْعُرُونَ ` فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ و قيل يجوز أن يريد عذاب الآخرة أي نقربهم إليه درجة درجة إلى أن يقعوا فيه و قيل هو من المدرجة و هي الطريق و درج إذا مشى سريعا أي سنأخذهم من حيث لا يعلمون أي طريق سلكوا فإن الطريق كلها علي و مرجع الجميع إلي و لا يغبني غالب و لا يسبقني سابق و لا يفوتني هارب و قيل أنه من الدرجأي سنطويهم في الهلاك و نرفعهم عن وجه الأرض يقال طويت فلانا و طويت أمر فلان إذا تركته و هجرته و قيل معناه كلما جددوا خطيئة جددنا لهم نعمة عن الضحاك و لا يصح قول من قال إن معناه نستدرجهم إلى الكفر و الضلال لأن الآية وردت في الكفار و تضمنت أنه يستدرجهم في المستقبل فإن السين تختص المستقبل و لأنه جعل الاستدراج جزاء على كفرهم و عقوبة فلا بد من أن يريد معنى آخر غير الكفر و قوله «وَ أُمْلِي لَهُمْ» معناه و أمهلهم و لا أعاجلهم بالعقوبة فإنهم لا يفوتونني و لا يفوتني عذابهم «إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ» أي عذابي قوي منيع لا يمنعه مانع و لا يدفعه دافع و سماه كيدا لنزوله بهم من حيث لا يشعرون و قيل أراد أن جزاء كيدهم متين و القول هو الأول} «أَ وَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا مََا بِصََاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ» معناه أ و لم يتفكروا هؤلاء الكفار المكذبون بمحمد ص و بنبوته في
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 775