responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 762

(1) - و الأغلب في الفتح أن يستعمل في المدح. و العرض ما يعرض و يقل لبثه و منه سمي العرض القائم بالجسم عرضا لأنه يعرض في الوجود و لا يجب له من اللبث ما يجب للأجسام و الدرس تكرير الشي‌ء و يقال درس الكتاب إذا كرر قراءته و درس المنزل إذا تكرر عليه مرور الأمطار و الرياح حتى انمحى أثره و أمسك و مسك و تمسك و استمسك بالشي‌ء بمعنى واحد أي اعتصم به .

الإعراب‌

«يَأْخُذُونَ عَرَضَ هََذَا اَلْأَدْنى‌ََ» في موضع النصب على الحال من الضمير في ورثوا و قوله «وَرِثُوا اَلْكِتََابَ» صفة لخلف «وَ دَرَسُوا مََا فِيهِ» عطف على ورثوا و قوله «أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ» إلى قوله «إِلاَّ اَلْحَقَّ» اعتراض بين ورثوا و درسوا و لا يجوز الوقف من أول الآية إلا على قوله «مََا فِيهِ» و خبر «اَلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ» قوله «إِنََّا لاََ نُضِيعُ أَجْرَ اَلْمُصْلِحِينَ» منهم فحذف منهم لدلالة الكلام عليه كما في قوله السمن منوان بدرهم و يحتمل أن يكون التقدير لا نضيع أجرهم لأن المصلحين هم الذين يمسكون بالكتاب في المعنى و يجوز أن يكون الخبر محذوفا و تقديره نعطيهم أجرهم لأنا لا نضيع أجر المصلحين فاستغنى بذكر العلة عن ذكر المعلول.

المعنى‌

ثم ذكر سبحانه الأخلاف بعد ذكر الأسلاف فقال «فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ» معناه فذهب أولئك و قام مقامهم قوم آخرون «وَرِثُوا اَلْكِتََابَ» يعني التوراة فإن الميراث ما صار للباقي من جهة البادي «يَأْخُذُونَ عَرَضَ هََذَا اَلْأَدْنى‌ََ» معناه ما أشرف لهم من الدنيا أخذوه عن ابن عباس يقال الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر و الفاجر و جميع متاع الدنيا عرض و قيل إنهم كانوا يرتشون و يحكمون بجور و قيل إنهم كانوا يرتشون و يحكمون بحق و كل ذلك عرض خسيس و أراد بقوله «هََذَا اَلْأَدْنى‌ََ» هذا العاجل و قيل أراد عرض هذا العالم الأدنى و هو الدار الفانية «وَ يَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنََا» و هذا إخبار عن حرصهم على الدنيا و إصرارهم على الذنوب إذا أشرف لهم شي‌ء من الدنيا أخذوه حلالا كان أو حراما و يتمنون على الله المغفرة «وَ إِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ» أي و إن وجدوا من الغد مثله أخذوه و هذا دليل على إصرارهم و أنهم تمنوا المغفرة مع الإصرار و قيل معناه و إن جاءهم حرام من الرشوة و غيرها بعد ذلك أخذوه و استحلوه و لم يرتدعوا عنه عن ابن عباس و سعيد بن جبير و مجاهد و قيل معناه لا يشبعهم شي‌ء عن الحسن «أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثََاقُ اَلْكِتََابِ أَنْ لاََ يَقُولُوا عَلَى اَللََّهِ إِلاَّ اَلْحَقَّ» معناه أ لم يؤخذ على هؤلاء المرتشين في الأحكام القائلين سيغفر لنا إذا عوتبوا على ذلك الميثاق في التوراة أن لا يكذبوا على الله تعالى و لا يضيفوا إليه إلا ما أنزله على رسوله‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 762
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست