responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 741

(1) - و أشمته إشماتا. عرضه لتلك الحال .

الإعراب‌

غضبان منصوب على الحال و هو فعلان مؤنثه فعلى نحو غضبان و غضبى و لا ينصرف لأن فيه الألف و النون المضارعتين لألفي التأنيث في حمراء.

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عما فعله موسى (ع) حين رجع من مناجاة ربه و رأى عكوف قومه على عبادة العجل فقال «وَ لَمََّا رَجَعَ مُوسى‌ََ إِلى‌ََ قَوْمِهِ غَضْبََانَ أَسِفاً» أي حزينا عن ابن عباس و قيل الأسف الشديد الغضب عن أبي الدرداء و قيل معنى الغضب و الأسف واحد و إنما كررها للتأكيد و اختلاف اللفظين كما قال الشاعر:

"متى أدن منه ينأ عني و يبعد"

عن أبي مسلم و قيل معناه غضبان على قومه إذ عبدوا العجل أسفا حزينا متلهفا على ما فاته من مناجاة ربه «قََالَ بِئْسَمََا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي» أي بئسما عملتم خلفي و بئس الفعل فعلكم بعد ذهابي إلى ميقات ربي «أَ عَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ» أي ميعاد ربكم فلم تصبروا له عن ابن عباس و نحو هذا قال الحسن وعد ربكم الذي وعدني من الأربعين ليلة و ذلك أنهم قدروا أنه قد مات لما لم يأت على رأس ثلاثين ليلة و قيل أ عجلتم بعبادة العجل قبل أن يأتيكم أمر من ربكم عن الكلبي و قيل معناه استعجلتم وعد الله و ثوابه على عبادته فلما لم تنالوه عدلتم إلى عبادة غيره عن أبي علي الجبائي «وَ أَلْقَى اَلْأَلْوََاحَ» معناه أنه ألقاها لما دخله من شدة الغضب و الجزع على عبادة قومه العجل عن ابن عباس و روي عن النبي ص أنه قال يرحم الله أخي موسى (ع) ليس المخبر كالمعاين لقد أخبره الله بفتنة قومه و قد عرف أن ما أخبره ربه حق و أنه على ذلك لمتمسك بما في يديه فرجع إلى قومه و رآهم فغضب و ألقى الألواح‌ و قد تقدم ذكر ما قيل في الألواح «وَ أَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ» يعني هارون «يَجُرُّهُ إِلَيْهِ» قيل في معناه وجوه (أحدها) أن موسى (ع) إنما فعل ذلك مستعظما لفعلهم مفكرا فيما كان منهم كما يفعل الإنسان بنفسه مثل ذلك عند الغضب و شدة الفكر فيقبض على لحيته و يعض على شفته فأجرى موسى (ع) أخاه هارون مجرى نفسه فصنع به ما يصنع الإنسان بنفسه عند حالة الغضب و الفكر عن أبي علي الجبائي و هذا من الأمور التي تختلف أحكامها بالعادات فيكون ما هو إكرام في موضع استخفافا في غيره و يكون ما هو استخفاف في موضع إكراما في آخر (و ثانيها) أنه (ع) أراد أن يظهر ما اعتراه من الغضب على قومه لإكباره منهم ما صاروا إليه من الكفر و الارتداد فصدر ذلك منه للتألم بضلالهم و إعلامهم عظم الحال عنده لينزجروا عن مثله في مستقبل الأحوال ذكره الشيخ المفيد أبو عبد الله بن النعمان (و ثالثها) أنه إنما جره إلى نفسه ليناجيه و يستبرئ حال القوم منه و لهذا أظهر هارون براءة نفسه و لما أظهر

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 741
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست