نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 725
(1) - يستضعفون في مشارق الأرض و مغاربها التي باركنا فيها و على هذا فالهاء في فيها يعود إلى التي و التي صفة للأرض المحذوفة و موضعها نصب بأورثنا.
المعنى
ثم عطف سبحانه على ما تقدم فقال «وَ أَوْرَثْنَا اَلْقَوْمَ اَلَّذِينَ كََانُوا يُسْتَضْعَفُونَ» يعني بني إسرائيل فإن القبط كانوا يستضعفونهم فأورثهم الله بأن مكنهم و حكم لهم بالتصرف و أباح لهم ذلك بعد إهلاك فرعون و قومه القبط فكأنهم ورثوا منهم «مَشََارِقَ اَلْأَرْضِ وَ مَغََارِبَهَا» التي كانوا فيها يعني جنات الأرض الشرق و الغرب منها يريد به ملك فرعون من أدناه إلى أقصاه و قيل هي أرض الشام و مصر عن الحسن و قيل هي أرض الشام و شرقها و غربها عن قتادة و قيل هي أرض مصر عن الجبائي قال الزجاج كان من بني إسرائيل داود و سليمان ملكوا الأرض «اَلَّتِي بََارَكْنََا فِيهََا» بإخراج الزروع و الثمار و سائر صنوف النبات و الأشجار إلى غير ذلك من العيون و الأنهار و ضروب المنافع «وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ اَلْحُسْنىََ عَلىََ بَنِي إِسْرََائِيلَ » معناه صح كلام ربك بإنجاز الوعد بإهلاك عدوهم و استخلافهم في الأرض و إنما كان الإنجاز تماما للكلام بتمام النعمة به و قيل إن الكلمة الحسنى قوله سبحانه «وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى اَلَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا فِي اَلْأَرْضِ» إلى قوله «يَحْذَرُونَ» و قال الحسن و إن كانت كلمات الله سبحانه كلها حسنة لأنها وعد بما يحبون و قال الحسن أراد وعد الله لهم بالجنة «بِمََا صَبَرُوا» على أذى فرعون و قومه و تكليفهم إياهم ما لا يطيقونه من الاستعباد و الأعمال الشاقة «وَ دَمَّرْنََا مََا كََانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُ» أي أهلكنا ما كانوا يبنون من الأبنية و القصور و الديار«وَ مََا كََانُوا يَعْرِشُونَ» من الأشجار و الأعناب و الثمار و قيل يعرشون يسقفون من القصور و البيوت عن ابن عباس .
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 725