responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 712

(1) - إليه «مََا يَأْفِكُونَ» ما بمعنى الذي و تقديره تلقف ما يأفكون فيه أي تلقف المأفوك الذي حل فيه الإفك و مثله‌ وَ اَللََّهُ خَلَقَكُمْ وَ مََا تَعْمَلُونَ يعني و ما تعملون فيه و «مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» يحتمل أن تكون ما بمعنى المصدر أي و بطل عملهم و يحتمل أن يكون ما بمعنى الذي أي و بطل الحبال و العصي التي عملوا بها السحر و ما إذا كانت بمعنى المصدر لا تعمل في الفعل كما يعمل إن فيه إذا كانت بمعنى المصدر لأن أن ينقل الفعل نقلين إلى المصدر و إلى الاستقبال و لا ينقله ما إلى الاستقبال تقول يعجبني ما تصنع الآن و يعجبني أن تصنع الخير و «هُنََالِكَ» دخلت اللام فيه ليدل على بعد المكان المشار إليه كما دخلت في ذلك لبعد المشار إليه فههنا لما بعد قليلا و هنالك لما كان أشد بعدا و هو ظرف مبهم و فيه معنى الإشارة كما أن ذا مبهم و إنما دخلت كاف المخاطبة مع بعد الإشارة لتشعر بتأكيد معنى الإشارة إلى المخاطب ليتنبه على بعد المشار إليه من المكان. و البعيد أحق بعلامة التنبه من القريب.

المعنى

ثم أخبر سبحانه عن نفسه فقال «وَ أَوْحَيْنََا إِلى‌ََ مُوسى‌ََ » أي ألقينا إليه من وجه لم يشعر به إلا هو «أَنْ أَلْقِ عَصََاكَ» التي معك «فَإِذََا هِيَ تَلْقَفُ مََا يَأْفِكُونَ» معناه فألقاها فصارت ثعبانا فإذا هي تبتلع ما يكذبون فيه أنها حيات عن مجاهد «فَوَقَعَ» أي ظهر «اَلْحَقُّ» و هو أمر موسى و صحة نبوته و معجزاته عن الحسن و مجاهد و قيل وقع الحق بأن صارت العصا حية في الحقيقة «وَ بَطَلَ مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» أي بطل تمويهاتهم عن الجبائي و إنما ظهر ذلك لهم لأنهم لما رأوا تلك الآيات الباهرة و المعجزات القاهرة في العصا علموا أنه أمر سماوي لا يقدر عليه غير الله تعالى فمن تلك الآيات قلب العصا حية و منها أكلها حبالهم و عصيهم مع كثرتها و منها فناء حبالهم و عصيهم في بطنها إما بالتفرق و إما بالفناء عند من جوزه و منها عودها عصا كما كانت من غير زيادة و لا نقصان و كل من هذه الأمور يعلم كل عاقل أنه لا يدخل تحت مقدور البشر فاعترفوا بالتوحيد و النبوة و صار إسلامهم حجة على فرعون و قومه‌} «فَغُلِبُوا هُنََالِكَ» أي قهر فرعون و قومه عند ذلك المجمع و بهت فرعون و خلى سبيل موسى و من تبعه «وَ اِنْقَلَبُوا صََاغِرِينَ» أي انصرفوا أذلاء مقهورين‌} «وَ أُلْقِيَ اَلسَّحَرَةُ سََاجِدِينَ» يعني أن السحرة لما شاهدوا تلك الآيات و علموا أنها من عند الله تعالى آمنوا بالله تعالى و بموسى و سجدوا لله ألهمهم الله ذلك و قيل إن موسى و هارون سجدا لله تعالى شكرا له على ظهور الحق فاقتدوا بهما فسجدوا معهما و إنما قال ألقي على ما لم يسم فاعله ليكون فيه معنى إلقائهم ما رأوا من عظيم آيات الله بأن دعاهم إلى السجود لله و الخضوع له عزت‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 712
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست