responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 710

(1) - أن يكون التقدير إما إلقاؤك مبدوء به و إما إلقاؤنا فموضع أن على هذا يكون نصبا.

ـ

المعنى‌

«وَ جََاءَ اَلسَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ » في الكلام حذف كثير تقديره فأرسل فرعون في المدائن حاشرين يحشرون السحرة فحشروهم فجاء السحرة فرعون و كانوا خمسة عشر ألفا عن ابن إسحاق و قيل ثمانين ألفا عن ابن المنكدر و قيل سبعين ألفا عن عكرمة و قيل بضعة و ثلاثين ألفا عن السدي و قيل كانوا اثنين و سبعين ساحرا اثنان من القبط و هما رئيسا القوم و سبعون من بني إسرائيل عن مقاتل و قيل كانوا سبعين عن الكلبي «قََالُوا» لفرعون إنما لم يقل فقالوا حتى يتصل الثاني بالأول لأن المعنى لما جاءوا قالوا فلم يصلح دخول الفاء على هذا الوجه «إِنَّ لَنََا لَأَجْراً» أي عوضا على عملنا و جزاء بالخير «إِنْ كُنََّا نَحْنُ اَلْغََالِبِينَ» لموسى } «قََالَ نَعَمْ» أي قال فرعون مجيبا لهم عما سألوه نعم لكم الأجر «وَ إِنَّكُمْ لَمِنَ اَلْمُقَرَّبِينَ» أي و إنكم مع حصول الأجر لكم لمن المقربين إلى المنازل الجليلة و المراتب الخطيرة التي لا يتخطى إليها العامة و لا يحظى بها إلا الخاصة و في هذا دلالة على حاجة فرعون و ذلته لو استدل قومه به و أحسنوا النظر فيه لنفوسهم لأن من المعلوم أنه لم يحتج إلى السحرة إلا لعجزه و ضعفه‌} «قََالُوا» يعني قالت السحرة لموسى «يََا مُوسى‌ََ إِمََّا أَنْ تُلْقِيَ» ما معك من العصا أولا «وَ إِمََّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ اَلْمُلْقِينَ» لما معنا من العصي و الحبال أولا «قََالَ» لهم موسى «أَلْقُوا» أنتم و هذا أمر تهديد و تقريع كقوله سبحانه‌ اِعْمَلُوا مََا شِئْتُمْ و قيل معناه ألقوا على ما يصح و يجوز لا على ما يفسد و يستحيل و قيل معناه إن كنتم محقين فألقوا «فَلَمََّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ اَلنََّاسِ» أي فلما ألقى السحرة ما عندهم من السحر احتالوا في تحريك العصي و الحبال بما جعلوا فيها من الزئبق حتى تحركت بحرارة الشمس و غير ذلك من الحيل و أنواع التمويه و التلبيس و خيل إلى الناس أنها تتحرك على ما تتحرك الحية و إنما سحروا أعين الناس لأنهم أروهم شيئا لم يعرفوا حقيقته و خفي ذلك عليهم لبعده منهم فإنهم لم يخلوا الناس يدخلون فيما بينهم و في هذا دلالة على أن السحر لا حقيقة له لأنها لو صارت حيات حقيقة لم يقل الله سبحانه سحروا أعين الناس بل كان يقول فلما ألقوا صارت حيات و قد قال سبحانه أيضا يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهََا تَسْعى‌ََ «وَ اِسْتَرْهَبُوهُمْ» أي استدعوا رهبتهم حتى رهبهم الناس عن الزجاج و قيل معناه ارهبوهم و أفزعوهم عن المبرد «وَ جََاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ» وصف سحرهم بالعظم لبعد مرام الحيلة فيه و شدة التمويه به فهو لذلك عظيم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 710
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست