responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 666

(1) - زروعه خروجا حسنا ناميا زاكيا من غير كد و لا عناء «بِإِذْنِ رَبِّهِ» بأمر الله تعالى و إنما قال «بِإِذْنِ رَبِّهِ» ليكون أدل على العظمة و نفوذ الإرادة من غير تعب و لا نصب «وَ اَلَّذِي خَبُثَ لاََ يَخْرُجُ إِلاََّ نَكِداً» أي و الأرض السبخة التي خبث ترابها لا يخرج ريعها إلا شيئا قليلا لا ينتفع به عن السدي و معناه إلا عسرا ممتنعا من الخروج و لو أراد سبحانه أن يخرج من الأرض النكدة أكثر مما يخرج من الأرض الطيبة لأمكنه إلا أنه أجرى العادة بإخراجه من الأرض الطيبة ليكون ذلك باعثا للإنسان على طلب الخير من مظانه و دلالة له على وجوب الاجتهاد في الطاعات فإذا حمل نفسه على ابتغاء الخير اليسير الذي لا يدوم و ربما لا يحصل فأن يبتغي النعيم الدائم الذي لا يفنى و لا يبيد بالأعمال الصالحة أولى «كَذََلِكَ نُصَرِّفُ اَلْآيََاتِ» أي الدلالات المختلفة «لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ» معناه كما بينا هذا المثل نبين الدلالات للشاكرين و قيل كما صرفنا الآيات لكم بالإتيان بآية بعد آية و حجة بعد أخرى نصرفها لقوم يشكرون الله على إنعامه عليهم و من إنعامه عليهم هدايته إياهم لما فيه نجاتهم و تبصيرهم سبيل أهل الضلال و أمره إياهم تجنب ذلك و العدول عنه و روي عن ابن عباس و مجاهد و الحسن أن هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن و الكافر فأخبر بأن الأرض كلها جنس واحد إلا أن منها طيبة تلين بالمطر و يحسن نباتها و يكثر ريعها و منها سبخة لا تنبت شيئا فإن أنبتت فما لا منفعة فيه و كذلك القلوب كلها لحم و دم ثم منها لين يقيل الوعظ و منها قاس جاف لا يقبل الوعظ فليشكر الله تعالى من لأن قلبه لذكره.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 666
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست