responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 665

(1) - و السوق حث الشي‌ء في السير حتى يقع الإسراع فيه يقال ساقه و استاقه و البلد هو الأرض التي تجمع الخلق الكثير و البادية كالبلد للأعراب و نحوهم من الأكراد و النكد العسر الممتنع من إعطاء الخير على وجه البخل يقال نكد ينكد نكدا و نكدا فهو نكد و نكد و قد نكد إذا سئل فبخل قال الشاعر:

و أعط ما أعطيته طيبا # لا خير في المنكود و الناكد

.

المعنى‌

لما أخبر الله سبحانه في الآية المتقدمة بأنه خلق السماوات و الأرض و ما فيها من البدائع عطف على ذلك بقوله «وَ هُوَ اَلَّذِي يُرْسِلُ اَلرِّيََاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ» تعداد النعمة على بريته أي يطلقها و يجريها منتشرة في الأرض أو محيية للأرض أو مبشرة بالغيث على ما تقدم بيانه قدام رحمته و هو المطر «حَتََّى إِذََا أَقَلَّتْ» أي حملت و قيل رفعت «سَحََاباً ثِقََالاً» بالماء «سُقْنََاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ» أي إلى بلد ميت و موت البلد تعفي مزارعه و دروس مشاربه لا نبات فيه و لا زرع و لم يقل سقناها لأنه رد الضمير إلى لفظ السحاب و الرياح تجمع السحاب من المواضع المختلفة حتى إذا اتصل السحاب أنزل المطر «فَأَنْزَلْنََا بِهِ اَلْمََاءَ» يجوز أن يكون في الضمير في به راجعا إلى البلد أي فأنزلنا بالبلد الماء و يجوز أن يكون راجعا إلى السحاب أي فأنزلنا بالسحاب الماء «فَأَخْرَجْنََا بِهِ» أي بهذا الماء المنزل أو بهذا البلد «مِنْ كُلِّ اَلثَّمَرََاتِ» يحتمل أن يكون من للتبعيض و يحتمل أن يكون لتبيين الجنس «كَذََلِكَ نُخْرِجُ اَلْمَوْتى‌ََ» أي كما أخرجنا الثمرات كذلك نخرج الموتى بأن نحييها بعد موتها «لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» أي لكي تتذكروا و تتفكروا و تعتبروا بأن من قدر على إنشاء الأشجار و الثمار في البلد الذي لا ماء فيه و لا زرع بريح يرسلها فإنه يقدر على إحياء الأموات بأن يعيدها إلى ما كانت عليه و يخلق فيها الحياة و القدرة و استدل أبو القاسم البلخي بهذه الآية على أن كثيرا من الأشياء يكون بالطبع قال لأن الله تعالى بين أنه يخرج الثمرات بالماء الذي ينزله من السماء ثم قال و لا ينبغي أن ينكر ذلك و إنما ينكر قول من يقول بقدم الطبائع و أن الجهادات فاعلة فأما من قال أن الله تعالى هو الفاعل لهذه الأشياء غير أنه يفعلها تارة مخترعة بلا وسائط و تارة يفعلها بوسائط فلا كراهة في ذلك كما تقول في السبب و المسبب‌و أنكر عليه هذا القول أكثر أهل العدل و قالوا إن الله سبحانه أجرى العادة بإخراج النبات عند إنزال المطر مع قدرته على إخراج ذلك من غير مطر لما تقتضيه الحكمة من وجوه المصالح الدينية و الدنيوية ثم بين سبحانه حال الأرض التي يأتيها المطر فقال‌} «وَ اَلْبَلَدُ اَلطَّيِّبُ» معناه و الأرض الطيب ترابه «يَخْرُجُ نَبََاتُهُ» أي‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 665
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست