responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 626

(1) - تقديره إني لكما ناصح ثم فسر ذلك بقوله «لَمِنَ اَلنََّاصِحِينَ» و لا يكون قوله «لَكُمََا» متعلقا بالناصحين لأن ما في الصلة لا يجوز أن يتقدم على الموصول و مثله قوله‌ وَ أَنَا عَلى‌ََ ذََلِكُمْ مِنَ اَلشََّاهِدِينَ تقديره و أنا على ذلكم شاهد و بينه بقوله‌ مِنَ اَلشََّاهِدِينَ .

المعنى

ثم بين سبحانه ما فعله بإبليس من الإهانة و الإذلال و ما أتاه آدم من الإكرام و الإجلال بقوله «قََالَ اُخْرُجْ مِنْهََا» أي من الجنة أو من السماء أو من المنزلة الرفيعة «مَذْؤُماً» أي مذموما عن ابن زيد و قيل معيبا عن المبرد و قيل مهانا لعينا عن ابن عباس و قتادة «مَدْحُوراً» أي مطرودا عن مجاهد و السدي «لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ» أي من بني آدم معناه من أطاعك و اقتدى بك من بني آدم «لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ» أي منك و من ذريتك و كفار بني آدم «أَجْمَعِينَ» و إنما جمعهم في الخطاب لأنه لا يكون في جهنم إلا إبليس و حزبه من الشياطين و كفار الإنس و ضلالهم الذين انقادوا له و تركوا أمر الله لاتباعه‌} «وَ يََا آدَمُ اُسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ اَلْجَنَّةَ» هذا أمر بالسكنى دون السكون و إنما لم يقل و زوجتك لأن الإضافة إليه قد أغنت عن ذكره و أبانت عن معناه فكان الحذف أحسن لما فيه من الإيجاز من غير إخلال بالمعنى «فَكُلاََ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمََا» أباح سبحانه لهما أن يأكلا من حيث شاءا و أين شاءا و ما شاءا «وَ لاََ تَقْرَبََا هََذِهِ اَلشَّجَرَةَ» بالأكل «فَتَكُونََا مِنَ اَلظََّالِمِينَ» أي من الباخسين نفوسهم الثواب العظيم و قد مضى تفسير هذه الآية مشروحا في سورة البقرة «فَوَسْوَسَ لَهُمَا» أي لآدم و حواء «اَلشَّيْطََانُ» الفرق بين وسوس إليه و وسوس له أن معنى وسوس إليه أنه ألقى إلى قلبه المعنى بصوت خفي و معنى وسوس له أنه أوهمه النصيحة له في ذلك «لِيُبْدِيَ لَهُمََا» أي ليظهر لهما «مََا وُورِيَ» أي ستر «عَنْهُمََا مِنْ سَوْآتِهِمََا» أي عوراتهما و هذا الظاهر يوجب أن يكون إبليس علم أن من أكل من هذه الشجرة بدت عورته و أن من بدت عورته لا يترك في الجنة فاحتال في إخراجهما منها بالوسوسة «وَ قََالَ مََا نَهََاكُمََا رَبُّكُمََا عَنْ هََذِهِ اَلشَّجَرَةِ» أي عن أكل هذه الشجرة «إِلاََّ أَنْ تَكُونََا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونََا مِنَ اَلْخََالِدِينَ» و المعنى أنه أوهمهما أنهما إذا أكلا من هذه الشجرة تغيرت صورتهما إلى صورة الملك و أن الله تعالى قد حكم بذلك و بأن لا تبيد حياتهما إذا أكلا منها و روي عن يحيى بن أبي كثير أنه قرأ ملكين بكسر اللام قال الزجاج قوله‌ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى‌ََ شَجَرَةِ اَلْخُلْدِ وَ مُلْكٍ لاََ يَبْلى‌ََ بدل على الملكين و أحبسه قد قرأ به و يحتمل أن يكون المراد بقوله «إِلاََّ أَنْ تَكُونََا مَلَكَيْنِ» أنه أوهمهما أن المنهي عن تناول الشجرة الملائكة خاصة و الخالدين دونهما فيكون كما يقول أحدنا لغيره ما نهيت‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 626
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست