responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 622

(1) -

المعنى

«قََالَ» يعني إبليس «أَنْظِرْنِي» أي أمهلني و أخرني في الأجل و لا تمتني «إِلى‌ََ يَوْمِ يُبْعَثُونَ» أي يبعث الخلق من قبورهم للجزاء و قيل معناه أنظرني في الجزاء إلى يوم القيامة فكأنه خاف أن يعاجله الله سبحانه بالعقوبة يدل عليه قوله «إِلى‌ََ يَوْمِ يُبْعَثُونَ» و لم يقل إلى يوم يموتون و معلوم أن الله تعالى لا يبقي أحدا حيا إلى يوم القيامة قال الكلبي أراد الخبيث أن لا يذوق الموت في النفخة الأولى مع من يموت فأجيب بالإنظار إلى يوم الوقت المعلوم‌و هي النفخة الأولى ليذوق الموت بين النفختين و هو أربعون سنة و أما الوجه في مسألة إبليس الإنظار مع علمه بأنه مطرود ملعون فعلمه بأنه سبحانه يظاهر إلى عباده بالنعم و يعمهم بالفضل و الكرم فلم يصرفه ارتكابه المعصية عن المسألة و الطمع في الإجابة} «قََالَ» أي قال الله سبحانه لإبليس «إِنَّكَ مِنَ اَلْمُنْظَرِينَ» أي من المؤخرين‌} «قََالَ» إبليس لما لعنه الله و طرده ثم سأله الإنظار فأجابه الله تعالى إلى شي‌ء منه «فَبِمََا أَغْوَيْتَنِي» أي فبالذي أغويتني قيل في معناه أقوال (أحدها) أن معناه بما خيبتني من رحمتك و جنتك كما قال الشاعر:

فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره # و من يغو لا يعدم على الغي لائما

أي من يخب (و ثانيها) أن المراد امتحنتني بالسجود لآدم فغويت عنده فلذلك قال أغويتني كما قال‌ «فَزََادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ» (و ثالثها) أن معناه حكمت بغوايتي كما يقال أضللتني أي حكمت بضلالتي عن ابن عباس و ابن زيد (و رابعها) أن معناه أهلكتني بلعنك إياي كما قال الشاعر:

معطفة الأثناء ليس فصيلها # برازئها درا و لا ميت غوي‌

أي و لا ميت هلاكا بالقعود عن شرب اللبن و منه قوله‌ «فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا» أي هلاكا و قالوا غوي الفصيل إذا فقد اللبن فمات و المصدر غوى مقصور (و خامسها) أن يكون الكلام على ظاهره من الغواية و لا يبعد أن يكون إبليس قد اعتقد أن الله تعالى يغوي الخلق بأن يضلهم و يكون ذلك من جملة ما كان اعتقده من الشر «لَأَقْعُدَنَّ» أي لأجلسن «لَهُمْ» أي‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 622
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست