responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 620

(1) - و المعنى أبى جودة لا التي تبخل الإنسان قال الزجاج و روي فيه وجها آخر حسنا و هو أن يكون لا غير لغو و يكون البخل منصوبا بدلا من لا و المعنى أبى جودة لا التي هي البخل فكأنه قال أبى جودة البخل و قد قيل إنما دخل لا في قوله «أَلاََّ تَسْجُدَ» لأن معناه ما دعاك إلى أن لا تسجد أو ما أحوجك إلى أن لا تسجد.

المعنى‌

ثم حكى سبحانه خطابه لإبليس حين امتنع من السجود لآدم بقوله «قََالَ» أي قال الله تعالى «مََا مَنَعَكَ أَلاََّ تَسْجُدَ» أي ما دعاك إلى أن لا تسجد و ما اضطرك إليه أو ما منعك أن تسجد «إِذْ أَمَرْتُكَ» بالسجود لآدم «قََالَ» إبليس «أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نََارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ» و هذا الجواب غير مطابق لأنه كان يجب أن يقول منعني كذا لأن قوله «أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ» جواب لمن يقول أيكما خير و لكن فيه معنى الجواب و يجري ذلك مجرى أن يقول القائل لغيره كيف كنت فيقول أنا صالح و كان يجب أن يقول كنت صالحا لكنه جاز ذلك لأنه أفاد أنه صالح في الحال مع أنه كان صالحا فيما مضى قال ابن عباس أول من قاس إبليس فأخطأ القياس فمن قاس الدين بشي‌ء من رأيه قرنه الله بإبليس و قال ابن سيرين أول من قاس إبليس و ما عبدت الشمس و القمر إلا بالمقاييس و وجه دخول الشبهة على إبليس أنه ظن أن النار إذا كانت أشرف من الطين لم يجز أن يسجد الأشرف للأدون و هذا خطأ لأن ذلك تابع لما يعلم الله سبحانه من مصالح العباد و قد قيل أيضا أن الطين خير من النار لأنه أكثر منافع للخلق من حيث أن الأرض مستقر الخلق و فيها معايشهم و منها يخرج أنواع أرزاقهم و الخيرية إنما يراد بها كثرة المنافع دون كثرة الثواب لأن الثواب لا يكون إلا للمكلف المأمور دون الجماد} «قََالَ» أي قال الله سبحانه لإبليس «فَاهْبِطْ» أي أنزل و انحدر «مِنْهََا» أي من السماء عن الحسن و قيل من الجنة و قيل معناه أنزل عما أنت عليه من الدرجة الرفيعة و المنزلة الشريفة التي هي درجة متبعي أمر الله سبحانه و حافظي حدوده إلى الدرجة الدنية التي هي درجة العاصين المضيعين أمر الله «فَمََا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ» عن أمر الله «فِيهََا» أي في الجنة أو في السماء فإنها ليست بموضع المتكبرين و إنما موضعهم النار كما قال‌ «أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ» «فَاخْرُجْ» من المكان الذي أنت فيه أو المنزلة التي أنت عليها «إِنَّكَ مِنَ اَلصََّاغِرِينَ» أي من الأذلاء بالمعصية في الدنيا لأن العاصي ذليل عند من عصاه أو بالعذاب في الآخرة لأن المعذب ذليل و هذا الكلام إنما صدر من الله سبحانه على لسان بعض الملائكة عن الجبائي و قيل إن إبليس رأى معجزة تدله على أن ذلك كلام الله و قوله‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 620
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست