responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 606

606

(1) - رَبًّا وَ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْ‌ءٍ» و تقديره أ يجوز أن أطلب غير الله ربا و أطلب الفوز بعبادته و هو مربوب مثلي و أترك عبادة من خلقني و رباني و هو مالك كل شي‌ء و خالقه و مدبره و ليس بمربوب أم هذا قبيح في العقول و هو لازم لكم على عبادتكم الأوثان «وَ لاََ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاََّ عَلَيْهََا» أي لا تكسب كل نفس جزاء كل عمل من طاعة أو معصية إلا عليها فعليها عقاب معصيتها و لها ثواب طاعتها و وجه اتصاله بما قبله أنه لا ينفعني في ابتغاء رب غيره ما أنتم عليه من ذلك‌لأنه ليس بعذر لي في اكتساب الإثم اكتساب غيري له «وَ» لأنه «لاََ تَزِرُ وََازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‌ََ» أي لا يحمل أحد ذنب غيره و معناه و لا يجازى أحد بذنب غيره و قال الزجاج معناه لا تؤخذ نفس غير آثمة بإثم أخرى و قيل إن الكفار قالوا للنبي ص اتبعنا و علينا وزرك أن كان خطأ فأنزل الله هذا و فيه دلالة على فساد قول المجبرة إن الله تعالى يعذب الطفل بكفر أبيه «ثُمَّ إِلى‌ََ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ» أي مآلكم و مصيركم «فَيُنَبِّئُكُمْ بِمََا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ» أي يخبركم بالحق فيما اختلفتم فيه فيظهر المحسن من المسي‌ء} «وَ هُوَ اَلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاََئِفَ اَلْأَرْضِ» أخبر سبحانه أنه الذي جعل الخلق خلائف الأرض و معناه أن أهل كل عصر يخلف أهل العصر الذي قبله كلما مضى قرن خلفهم قرن يجري ذلك على انتظام و اتساق حتى تقوم الساعة على العصر الأخير فلا يخلفه عصر و هذا لا يكون إلا من عالم مدبر عن الحسن و السدي و جماعة و قيل المراد بذلك أمة نبينا محمد ص جعلهم الله تعالى خلفاء لسائر الأمم و نصرهم على سائر الخلق «وَ رَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجََاتٍ» في الرزق عن السدي و قيل في الصورة و العقل و العمر و المال و القوة و هذا أولى لأن الأول يدخل فيه و وجه الحكمة في ذلك مع أنه سبحانه خلقهم ابتداء من غير استحقاق بعمل يوجب التفاضل بينهم ما فيه من الألطاف الداعية إلى الواجبات و الصارفة عن المقبحات‌لأن كل من كان غنيا في ماله شريفا في نسبه ربما دعاه ذلك إلى طاعة من يملكه رغبة في امتثاله و من كان على ضد ذلك ربما دعاه إلى طاعته رهبة من أمثاله و رجاء أن ينقله عن هذه الحال إلى حال جليلة يغتبط عليها «لِيَبْلُوَكُمْ فِي مََا آتََاكُمْ» أي ليختبركم فيما أعطاكم أي يعاملكم معاملة المختبر مظاهرة في العدل و انتفاء من الظلم و معناه لينظر الغني إلى الفقير فيشكر و ينظر الفقير إلى الغني فيصبر و يفكر العاقل في الأدلة و يعمل بما يعلم «إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ اَلْعِقََابِ» إنما وصف نفسه بذلك مع أن عقابه في الآخرة من حيث إن كل ما هو آت قريب فهو إذا سريع و قيل معناه أنه سريع العقاب بمن استحقه في دار الدنيا فيكون تحذيرا لمواقع الخطيئة على هذه الجهة و قيل معناه أنه قادر على تعجيل العقاب فاحذروا معاجلته بالهلاك في الدنيا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 606
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست