responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 588

(1) - لم يفعل ذلك و إن كان فعله حسنا لأن الإلجاء ينافي التكليف و هذه المشيئة بخلاف المشيئة المذكورة في الآية الأولى لأن الله تعالى أثبت هذه و نفي تلك و ذلك لا يستقيم إلا على الوجه الذي ذكرناه فالأولى مشيئة الاختيار و الثانية مشيئة الإلجاء و قيل أن المراد أنه لو شاء لهداكم إلى نيل الثواب و دخول الجنة ابتداء من غير تكليف و لكنه سبحانه لم يفعل ذلك بل كلفكم و عرضكم للثواب الذي لا يحسن الابتداء بمثله‌و لو كان الأمر على ما قاله أهل الجبر من أن الله سبحانه شاء منهم الكفر لكانت الحجة للكفار على الله تعالى من حيث فعلوا ما شاء الله تعالى و لكانوا بذلك مطيعين له لأن الطاعة هي امتثال الأمر المراد و لا يكون الحجة لله تعالى عليهم على قولهم من حيث أنه خلق فيهم الكفر و أراد منهم الكفر فأي حجة له عليهم مع ذلك ثم بين سبحانه أن الطريق الموصل إلى صحة مذاهبهم مفسد غير ثابت من جهة حجة عقلية و لا سمعية و ما هذه صفته فهو فاسد لا محالة فقال‌} «قُلْ» يا محمد لهم «هَلُمَّ شُهَدََاءَكُمُ» أي أحضروا و هاتوا شهداءكم «اَلَّذِينَ يَشْهَدُونَ» بصحة ما تدعونه من «أَنَّ اَللََّهَ حَرَّمَ هََذََا» أي هذا الذي ذكر مما حرمه المشركون من البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحرث و الأنعام و غيرها «فَإِنْ شَهِدُوا فَلاََ تَشْهَدْ مَعَهُمْ» معناه فإن لم يجدوا شاهدا يشهد لهم على تحريمها غيرهم فشهدوا بأنفسهم فلا تشهد أنت معهم و إنما نهاه عن الشهادة معهم لأن شهادتهم تكون شهادة بالباطل فإن قيل كيف دعاهم إلى الشهادة ثم قال فلا تشهد معهم فالجواب أنه أمرهم أن يأتوا بالعدول الذين يشهدون بالحق فإذا لم يجدوا ذلك و شهدوا لأنفسهم فلا ينبغي أن تقبل شهادتهم أو تشهد معهم لأنها ترجع إلى دعوى مجردة بعيدة من الصواب و قيل أنه سبحانه أراد هاتوا شهداء من غيركم و لم يكن أحد غير العرب يشهد على ذلك لأنه كان للعرب شرائع شرعوها لأنفسهم «وَ لاََ تَتَّبِعْ أَهْوََاءَ اَلَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيََاتِنََا» الخطاب للنبي ص و المراد أمته أي لا تعتقد مذهب من اعتقد مذهبه هوى و يمكن أن يتخذ الإنسان المذهب هوى من وجوه منها أن يهوى من سبق إليه فيقلده فيه و منها أن يدخل عليه شبهة فيتخيله بصورة الصحيح مع أن في عقله ما يمنع منها و منها أن يقطع النظر دون غايته للمشقة التي تلحقه فيعتقد المذهب الفاسدو منها أن يكون نشأ على شي‌ء و ألفه و اعتاده فيصعب عليه مفارقته و كل ذلك متميز مما استحسنه بعقله «وَ اَلَّذِينَ لاََ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ» أي و لا تتبع أهواء الذين لا يؤمنون بالآخرة إنما ذكر الفريقين و إن كانوا كلهم كفارا ليفصل وجوه كفرهم لأن منه ما يكون مع الإقرار بالآخرة كحال أهل الكتاب و منه ما يكون مع الإنكار كحال عبدة الأوثان «وَ هُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ» أي يجعلون له عدلا و هو المثل و في الآية دلالة على‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 588
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست