responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 587

(1) - و ما أشبه ذلك مما يغير للكثرة.

ـ

المعنى‌

لما تقدم الرد على المشركين لاعتقاداتهم الباطلة رد عليهم سبحانه هنا مقالتهم الفاسدة فقال «سَيَقُولُ اَلَّذِينَ أَشْرَكُوا» أي سيحتج هؤلاء المشركين في إقامتهم على شركهم و في تحريمهم ما أحل الله تعالى بأن يقولوا «لَوْ شََاءَ اَللََّهُ مََا أَشْرَكْنََا» أي لو شاء الله أن لا نعتقد الشرك و لا نفعل التحريم «وَ لاََ آبََاؤُنََا» و أراد منا خلاف ذلك ما أشركنا و لا آباؤنا «وَ لاََ حَرَّمْنََا مِنْ شَيْ‌ءٍ» أي شيئا من ذلك ثم كذبهم الله تعالى في ذلك بقوله «كَذََلِكَ» أي مثل هذا التكذيب الذي كان من هؤلاء في أنه منكر «كَذَّبَ اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ» و إنما قال كذب بالتشديد لأنهم بهذا القول كذبوا رسول الله ص في قوله لهم أن الله سبحانه أمركم بتوحيده و ترك الإشراك به و ترك التحريم لهذه الأنعام فكانوا بقولهم إن الله تعالى أراد منا ذلك و شاءه و لو أراد غيره ما فعلناه مكذبين للرسول ع كما كذب من تقدمهم أنبياءهم فيما أتوا به من قبل الله تعالى «حَتََّى ذََاقُوا بَأْسَنََا» أي حتى نالوا عذابنا و قيل معناه حتى أصابوا العذاب المعجل و دل ذلك على أن لهم عذابا مدخرا عند الله تعالى لأن الذوق أول إدراك الشي‌ء «قُلْ» يا محمد لهم جوابا عما قالوه من أن الشرك بمشيئة الله تعالى «هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ» أي حجة تؤدي إلى علم و قيل معناه هل عندكم علم فيما تقولونه «فَتُخْرِجُوهُ لَنََا» أي فتخرجوا ذلك العلم أو تلك الحجة لنا بين سبحانه بهذا أنه ليس عندهم علم و لا حجة فيما يضيفونه إلى الله تعالى و إن ما قالوه باطل ثم أكد سبحانه الرد عليهم و تكذيبهم في مقالتهم بقوله «إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ اَلظَّنَّ» أي ما تتبعون فيما تقولونه إلا الظن و التخمين «وَ إِنْ أَنْتُمْ إِلاََّ تَخْرُصُونَ» أي إلا تكذبون في هذه المقالة على الله تعالى و في هذه الآية دلالة واضحة على أن الله سبحانه لا يشاء المعاصي و الكفر و تكذيب ظاهر لمن أضاف ذلك إلى الله سبحانه هذا مع قيام الأدلة العقلية التي لا يدخلها التأويل على أنه سبحانه يتعالى عن إرادة القبيح و جميع صفات النقص علوا كبيرا} «قُلْ» يا محمد إذا عجز هؤلاء عن إقامة حجة على ما قالوه «فَلِلََّهِ اَلْحُجَّةُ اَلْبََالِغَةُ» و الحجة البينة الصحيحة المصححة للأحكام و هي التي تقصد إلى الحكم بشهادته مأخوذة من حج إذا قصد و البالغة هي التي تبلغ قطع عذر المحجوج بأن تزيل كل لبس و شبهة عمن نظر فيها و استدل بها و إنما كانت حجة الله صحيحة بالغة لأنه لا يحتج إلا بالحق و بما يؤدي إلى العلم «فَلَوْ شََاءَ لَهَدََاكُمْ أَجْمَعِينَ» أي لو شاء لألجأكم إلى الإيمان و هداكم جميعا إليه بفعل الإلجاء إلا أنه‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 587
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست