نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 547
(1) -
القراءة
«كَلِمَةُ رَبِّكَ» بالتوحيد عراقي غير أبي عمرو و الباقون كلمات ربك .
الحجة
من قرأ «كَلِمَةُ رَبِّكَ» قال قد وقع المفرد على الكثرة فلذلك أغنى عن الجمع قالوا إن زهيرا قال في كلمته يعنون قصيدته و قال قس في كلمته يعنون خطبته و من قرأ بالجمع فلأنه لما كان جمعا في المعنى جمعوا.
اللغة
التبديل وضع الشيء مكان غيره و الصدق الخبر الذي مخبره على وفق ما أخبر به و العدل ضد الجور و قيل إن أفعال الله تعالى كلها عدل لأنها كلها على الاستقامة و قيل إنما يوصف بذلك فيما يعامل به عباده .
الإعراب
«صِدْقاً وَ عَدْلاً» نصب على التمييز و قيل إنهما مصدران انتصبا على الحال من الكلمة و تقدير ذلك صادقة و عادلة عن أبي علي الفارسي و قد تقدم مثل هذا فيما مضى.
ـ
المعنى
ثم بين سبحانه صفة الكتاب المنزل فقال «وَ تَمَّتْ» أي كملت على وجه لا يمكن أحدا الزيادة فيه و النقصان منه «كَلِمَةُ رَبِّكَ» أي القرآن عن قتادة و غيره و قيل معناه أنزلت شيئا بعد شيء حتى كملت على ما تقتضيه الحكمة و قيل إن المراد بالكلمة دين الله كما في قوله وَ كَلِمَةُ اَللََّهِ هِيَ اَلْعُلْيََا عن أبي مسلم و قيل المراد بها حجة الله على الخلق «صِدْقاً وَ عَدْلاً» ما كان في القرآن من الأخبار فهو صدق لا يشوبه كذب و ما فيه من الأمر و النهي و الحكم و الإباحة و الحظر فهو عدل «لاََ مُبَدِّلَ لِكَلِمََاتِهِ» أي لا مغير لأحكامه عن قتادة لأنه و إن أمكن التغيير و التبديل في اللفظ كما بدل أهل الكتاب التوراة و الإنجيل فإنه لا يعتد بذلك قال و قد تطلق الكلمة بمعنى الحكم قال سبحانه «وَ كَذََلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ» أي حكم ربك و يقال عقوبة ربك و قال النبي ص في صفة النساء إنهن هو أن عندكم استحللتم فروجهن بكلمة الله تعالى و قيل معناه أن القرآن محروس عن الزيادة و النقصان فلا مغير لشيء منه و ذلك أن الله تعالى ضمن حفظه في قوله «وَ إِنََّا لَهُ لَحََافِظُونَ» و لا يجوز أن يعني بالكلمات الشرائع كما عنى بقوله «وَ صَدَّقَتْ بِكَلِمََاتِ رَبِّهََا» لأن الشرائع قد يجوز فيها النسخ و التبديل «وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ» لأقوالكم «اَلْعَلِيمُ» بضمائركم.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 547