responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 513

(1) - و معناه أنهم لو أشركوا لبطلت أعمالهم التي كانوا يوقعونها على خلاف الوجه الذي يستحق به الثواب لتوجيهها إلى غير الله تعالى و ليس في ذلك دلالة على أن الثواب الذي استحقوه على طاعتهم المتقدمة يحبط إذ ليس في ظاهر الآية ما يقتضي ذلك على أنا قد علمنا بالدليل أن المشرك لا يكون له ثواب أصلا و اجتمعت الأمة على ذلك‌} «أُولََئِكَ» يعني به من تقدم ذكرهم من الأنبياء «اَلَّذِينَ آتَيْنََاهُمُ» أي أعطيناهم «اَلْكِتََابَ» أراد الكتب و وحد لأنه عنى به الجنس «وَ اَلْحُكْمَ» معناه و الحكم بين الناس و قيل الحكمة «وَ اَلنُّبُوَّةَ» أي الرسالة «فَإِنْ يَكْفُرْ بِهََا» أي بالكتاب و الحكم و بالنبوة و «هََؤُلاََءِ» يعني الكفار الذين جحدوا نبوة النبي (ص) في ذلك الوقت «فَقَدْ وَكَّلْنََا بِهََا» أي بمراعاة أمر النبوة و تعظيمها و الأخذ بهدى الأنبياء «قَوْماً لَيْسُوا بِهََا بِكََافِرِينَ» و اختلف في المعنيين بذلك فقيل عنى به الأنبياء الذين جرى ذكرهم آمنوا بما أتى به النبي (ص) قبل وقت مبعثه عن الحسن و اختاره الزجاج و الطبري و الجبائي و قيل عنى به الملائكة عن أبي رجاء العطاردي و قيل عنى به من آمن من أصحاب النبي (ص) في وقت مبعثه و قيل عنى بقوله «فَإِنْ يَكْفُرْ بِهََا» كفار قريش و بقوله «قَوْماً لَيْسُوا بِهََا بِكََافِرِينَ» أهل المدينة عن الضحاك و اختاره الفراء و إنما قال «وَكَّلْنََا بِهََا» و لم يقل فقد قام بها قوم تشريفا لهم بالإضافة إلى نفسه‌و قيل معناه فقد ألزمناها قوما فقاموا بها و في هذا ضمان من الله تعالى أن ينصر نبيه ص و يحفظ دينه‌} «أُولََئِكَ اَلَّذِينَ هَدَى اَللََّهُ» أي هداهم الله إلى الصبر «فَبِهُدََاهُمُ اِقْتَدِهْ» معناه اقتد بهم في الصبر على أذى قومك و اصبر كما صبروا حتى تستحق من الثواب ما استحقوه و قيل معناه أولئك الذين قبلوا هدى الله و اهتدوا بلطف الله الذي فعله بهم فاقتد بطريقتهم في التوحيد و الأدلة و تبليغ الرسالة و الإشارة بأولئك إلى الأنبياء الذين تقدم ذكرهم عن ابن عباس و السدي و ابن زيد و قيل إلى المؤمنين الموكلين بحفظ دين الله لأنه في ذكرهم عن الحسن و قتادة و على هذا فلم يتكرر لفظ الهداية و في القول الأول أعاد ذكر الهداية لطول الكلام و يكون معنى قوله «فَبِهُدََاهُمُ اِقْتَدِهْ» اقتد بصبر أيوب و سخاء إبراهيم و صلابة موسى و زهد عيسى ثم فسر بعض ما يقتدى بهم فيه بقوله «قُلْ» يا محمد «لاََ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً» أي لا أطلب منكم على تبليغ الوحي و أداء الرسالة جعلا كما لم يسأل ذلك الأنبياء قبلي فإن أخذ الأجر عليه ينفر الناس عن القبول «إِنْ هُوَ» أي ما هو «إِلاََّ ذِكْرى‌ََ» أي تذكيرا «لِلْعََالَمِينَ» بما يلزمهم إتيانه و اجتنابه‌و في هذه الآية دلالة على أنه لا يخلو كل زمان من حافظ للدين إما نبي أو إمام لقوله «فَقَدْ وَكَّلْنََا بِهََا قَوْماً» و أسند

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 513
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست