responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 474

(1) - الضارين لنفسك بالمعصية عن ابن عباس قال ابن الأنباري عظم الأمر في هذا على النبي ص و خوف الدخول في جملة الظالمين لأنه كان قد هم بتقديم الرؤساء و أولي الأموال على الضعفاء مقدراأنه يستجر بإسلامهم إسلام قومهم و من لف لفهم و كان (ص) لم يقصد في ذلك إلا قصد الخير و لم ينو به ازدراء بالفقراء فأعلمه الله إن ذلك غير جائز ثم أخبر الله سبحانه أنه يمتحن الفقراء بالأغنياء و الأغنياء بالفقراء فقال‌} «وَ كَذََلِكَ فَتَنََّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ» أي كما ابتلينا قبلك الغني بالفقير و الشريف بالوضيع ابتلينا هؤلاء الرؤساء من قريش بالموالي فإذا نظر الشريف إلى الوضيع قد آمن قبله حمي آنفا أن يسلم و يقول سبقني هذا بالإسلام فلا يسلم و إنما قال سبحانه «فَتَنََّا» و هو لا يحتاج إلى الاختبار لأنه عاملهم معاملة المختبر «لِيَقُولُوا» هذه لام العاقبة المعنى فعلنا هذا ليصبروا و يشكروا فآل أمرهم إلى هذه العاقبة «أَ هََؤُلاََءِ مَنَّ اَللََّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنََا» و الاستفهام معناه الإنكار كأنهم أنكروا أن يكونوا سبقوهم بفضيلة أو خصوا بمنة و قال أبو علي الجبائي المعنى في «فَتَنََّا» شددنا التكليف على أشراف العرب بأن أمرناهم بالإيمان و بتقديمهم هؤلاء الضعفاء على نفوسهم لتقدمهم إياهم في الإيمان و هذا أمر كان شاقا عليهم فلذلك سماه الله فتنة و قوله «لِيَقُولُوا» أي فعلنا هذا بهم ليقول بعضهم لبعض على وجه الاستفهام لا على وجه الإنكار أ هؤلاء من الله عليهم بالإيمان‌إذا رأوا النبي يقدم هؤلاء عليهم و ليرضوا بذلك من فعل رسول الله و لم يجعل هذه الفتنة و الشدة في التكليف ليقولوا ذلك على وجه الإنكار لأن إنكارهم لذلك كفر بالله و معصية و الله سبحانه لا يريد ذلك و لا يرضاه و لأنه لو أراد ذلك و فعلوه كانوا مطيعين له لا عاصين و قد ثبت خلافه و قوله «أَ لَيْسَ اَللََّهُ بِأَعْلَمَ بِالشََّاكِرِينَ» هذا استفهام تقرير أي أنه كذلك كقول جرير :

أ لستم خير من ركب المطايا # و أندى العالمين بطون راح‌

و هذا دليل واضح على أن فقراء المؤمنين و ضعفاءهم أولى بالتقريب و التقديم و التعظيم من أغنيائهم و لقد قال أمير المؤمنين علي (ع) من أتى غنيا فتواضع لغنائه ذهب ثلثا دينه.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 474
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست