responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 473

(1) - فأجابهم النبي (ص) إلى ذلك فقالا له اكتب لنا بهذا على نفسك كتابا فدعا بصحيفة و أحضر عليا ليكتب قال و نحن قعود في ناحية إذ نزل جبرائيل (ع) بقوله «وَ لاََ تَطْرُدِ اَلَّذِينَ يَدْعُونَ» إلى قوله «أَ لَيْسَ اَللََّهُ بِأَعْلَمَ بِالشََّاكِرِينَ» فنحى رسول الله (ص) الصحيفة و أقبل علينا و دنونا منه و هو يقول كتب ربكم على نفسه الرحمة فكنا نقعد معه فإذا أراد أن يقوم قام و تركنا فأنزل الله عز و جل‌ «وَ اِصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ اَلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ» الآية قال فكان رسول الله (ص) يقعد معنا و يدنو حتى كادت ركبتنا تمس ركبته فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا و تركناه حتى يقوم و قال لنا الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم من أمتي معكم المحيا و معكم الممات.

ـ

المعنى‌

ثم نهى سبحانه رسوله ع عن إجابة المشركين فيما اقترحوه عليه من طرد المؤمنين فقال «وَ لاََ تَطْرُدِ اَلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدََاةِ وَ اَلْعَشِيِّ» يريد يعبدون ربهم بالصلاة المكتوبة يعني صلاة الصبح و العصر عن ابن عباس و الحسن و مجاهد و قتادة و قيل إن المراد بالدعاء هاهنا الذكر أي يذكرون ربهم طرفي النهار عن إبراهيم و روي عنه أيضا أن هذا في الصلوات الخمس «يُرِيدُونَ وَجْهَهُ» يعني يطلبون ثواب الله و يعملون ابتغاء مرضاة الله لا يعدلون بالله شيئا عن عطا قال الزجاج شهد الله لهم بصدق النيات و أنهم مخلصون في ذلك له أي يقصدون الطريق الذي أمرهم بقصده‌فكأنه ذهب في معنى الوجه إلى الجهة و الطريق «مََا عَلَيْكَ مِنْ حِسََابِهِمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ وَ مََا مِنْ حِسََابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ» يريد ما عليك من حساب المشركين شي‌ء و لا عليهم من حسابك شي‌ء إنما الله الذي يثيب أولياءه و يعذب أعداءه عن ابن عباس في رواية عطا و أكثر المفسرين يردون الضمير إلى الذين يدعون ربهم و هو الأشبه و ذكروا فيه وجهين (أحدهما) ما عليك من عملهم و من حساب عملهم من شي‌ء عن الحسن و ابن عباس و هذا كقوله تعالى في قصة نوح إِنْ حِسََابُهُمْ إِلاََّ عَلى‌ََ رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ و هذا لأن المشركين ازدروهم لفقرهم و حاجتهم إلى الأعمال الدينية و هم برفع المشركين عليهم في المجلس فقيل له ما عليك من حسابهم من شي‌ء أي لا يلزمك عار بعملهم «فَتَطْرُدَهُمْ» ثم قال «وَ مََا مِنْ حِسََابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ» تأكيدا لمطابقة الكلام و إن كان مستغنى عنه بالأول (الوجه الثاني) ما عليك من حساب رزقهم من شي‌ء فتملهم و تطردهم أي ليس رزقهم عليك و لا رزقك عليهم و إنما يرزقك و إياهم الله الرازق فدعهم يدنوا منك و لا تطردهم «فَتَكُونَ مِنَ اَلظََّالِمِينَ» لهم بطردهم عن ابن زيد و قيل فتكون من‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 473
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست