responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 453

(1) - أهل الثواب و العقاب «يََا حَسْرَتَنََا عَلى‌ََ مََا فَرَّطْنََا فِيهََا» أي على ما تركنا و ضيعنا في الدنيا من تقديم أعمال الآخرة عن ابن عباس و قيل إن الهاء يعود إلى الساعة عن الحسن و المعنى على ما فرطنا في العمل للساعة و التقدمة لها و قيل إن الهاء يعود إلى الجنة أي في طلبها و العمل لها عن السدي يدل عليه ما رواه الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي ص في هذه الآية قال يرى أهل النار منازلهم من الجنة فيقولون يا حسرتنا و قال محمد بن جرير الهاء يعود إلى الصفقة لأنه لما ذكر الخسران دل على الصفقة و يجوز أن يكون الهاء يعود إلى معنى ما في قوله «مََا فَرَّطْنََا» أي يا حسرتنا على الأعمال الصالحة التي فرطنا فيها فعلى هذا الوجه يكون ما موصولة بمعنى الذي و على الوجوه المتقدمة يكون ما بمعنى المصدر و يكون تقديره على تفريطنا «وَ هُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزََارَهُمْ» أي أثقال ذنوبهم «عَلى‌ََ ظُهُورِهِمْ» و قال ابن عباس يريد آثامهم و خطاياهم و قال قتادة و السدي إن المؤمن إذا خرج من قبره استقبله أحسن شي‌ء صورة و أطيبه ريحا فيقول أنا عملك الصالح طال ما ركبتك في الدنيا فاركبني أنت اليوم فذلك قوله‌ يَوْمَ نَحْشُرُ اَلْمُتَّقِينَ إِلَى اَلرَّحْمََنِ وَفْداً أي ركبانا و إن الكافر إذا خرج من قبره استقبله أقبح شي‌ء صورة و أخبثه ريحا فيقول أنا عملك السي‌ء طال ما ركبتني في الدنيا فأنا أركبك اليوم و ذلك قوله «وَ هُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزََارَهُمْ عَلى‌ََ ظُهُورِهِمْ» و قال الزجاج هذا مثل جائز أن يكون جعل ما ينالهم من العذاب بمنزلة أثقل ما يحمل لأن الثقل كما يستعمل في الوزن يستعمل في الحال أيضا كما تقول ثقل علي خطاب فلان و معناه كرهت خطابه كراهة اشتدت علي فعلى هذا يكون المعنى أنهم يقاسون عذاب آثامهم مقاساة تثقل عليهم و لا تزايلهم و إلى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين ع في قوله تخففوا تلحقوا فإنما ينتظر بأولكم آخركم‌ «أَلاََ سََاءَ مََا يَزِرُونَ» أي بئس الحمل حملهم عن ابن عباس و قيل معناه ساء ما ينالهم جزاء لذنوبهم و أعمالهم السيئة إذ كان ذلك عذابا و نكالا ثم رد عليهم قولهم ما هي إلا حياتنا الدنيا و بين سبحانه أن ما يتمتع به من الدنيا يزول و يبيد فقال‌} «وَ مَا اَلْحَيََاةُ اَلدُّنْيََا إِلاََّ لَعِبٌ وَ لَهْوٌ» أي باطل و غرور إذا لم يجعل ذلك طريقا إلى الآخرة و إنما عنى بالحياة الدنيا أعمال الدنيا لأن نفس الدنيا لا توصف باللعب و ما فيه رضا الله من عمل الآخرة لا يوصف به أيضا لأن اللعب ما لا يعقب نفعا و اللهو ما يصرف من الجد إلى الهزل و هذا إنما يتصور في المعاصي‌و قيل المراد باللعب و اللهو أن الحياة تنقضي و تفنى و لا تبقى فتكون لذة فانية عن قريب كاللعب و اللهو «وَ لَلدََّارُ اَلْآخِرَةُ» و ما فيها من أنواع النعيم و الجنان «خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ» معاصي الله لأنها باقية دائمة لا يزول عنهم نعيمها و لا يذهب عنهم سرورها «أَ فَلاََ تَعْقِلُونَ» إن ذلك كما

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 453
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست