responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 452

(1) - و العقل و النهى و الحجى متقاربة المعنى فالعقل الإمساك عن القبيح و قصر النفس و حبسها عن الحسن قال الأصمعي و بالدهناء خبراء يقال له معقلة قال و تراها سميت معقلة لأنها تمسك الماء كما يعقل الدواء البطن و النهى لا يخلو أن يكون مصدرا كالهدي أو جمعا كالظلم و هو في معنى ثبات و حبس و منه النهي و التنهية للمكان الذي ينتهي إليه الماء فيستنقع فيه لتسفله و يمنع ارتفاع ما حوله من أن يسيح على وجه الأرض و الحجى أصله من الحجو و هو احتباس و تمكث قال:

"فهن يعكفن به إذا حجا"

و حجيت بالشي‌ء و تحجيت به يهمز و لا يهمز أي تمسكت عن الأزهري قال أبو علي فكان الحجى مصدر كالشبع و من هذا الباب الحجيا للغز لتمكث الذي يلقى عليه حتى يستخرجه .

الإعراب‌

يقال ما معنى الغاية في قوله «حَتََّى إِذََا جََاءَتْهُمُ اَلسََّاعَةُ» و ما عامل الإعراب فيها و الجواب أن معناها منتهى تكذيبهم الحسرة يوم القيامة و العامل فيها «كَذَّبُوا» أي كذبوا إلى أن ظهرت الساعة بغتة فندموا حيث لا ينفعهم الندامة و يقال‌ما معنى دعاء الحسرة و هي مما لا يعقل و الجواب أن العرب إذا اجتهدت في المبالغة في الإخبار عن أمر عظيم تقع فيه جعلته نداء فلفظه لفظ ما ينبه و المنبه غيره مثل قوله‌ يََا حَسْرَةً عَلَى اَلْعِبََادِ و قوله‌ يََا حَسْرَتى‌ََ عَلى‌ََ مََا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اَللََّهِ و يََا وَيْلَتى‌ََ أَ أَلِدُ و هذا أبلغ من أن تقول أنا أتحسر على التفريط قاله الزجاج و قال سيبويه إنك إذا قلت يا عجباه فكأنك قلت احضر و تعال يا عجب فإنه من أزمانك و تأويل يا حسرتاه انتبهوا على أننا قد حسرنا فخرج مخرج النداء للحسرة و المعنى على النداء لغيرها تنبيها على عظم شأنها و قيل إنها بمنزلة الاستغاثة فكأنه قيل يا حسرتنا تعالي فهذا أوانك كما يقال يا للعجب و قوله «سََاءَ مََا يَزِرُونَ» تقديره بئس الشي‌ء شي‌ء يزرونه و قد ذكرنا عمل نعم و بئس فيما مضى.

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عن هؤلاء الكفار فقال «قَدْ خَسِرَ اَلَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقََاءِ اَللََّهِ» يعني بلقاء ما وعد الله به من الثواب و العقاب و جعل لقائهم لذلك لقاء له تعالى مجازا عن ابن عباس و الحسن و قيل المراد بلقاء جزاء الله كما يقال للميت لقي فلان عمله أي لقي جزاء عمله و نظيره‌ إِلى‌ََ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمََا أَخْلَفُوا اَللََّهَ مََا وَعَدُوهُ «حَتََّى إِذََا جََاءَتْهُمُ اَلسََّاعَةُ» أي القيامة «بَغْتَةً» أي فجأة من غير أن علموا وقتها «قََالُوا» عند معاينة ذلك اليوم و أهواله و تباين أحوال‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست