responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 441

(1) - كانوا مشركين و مثل ذلك في اللغة أن ترى إنسانا يحب غاويا فإذا وقع في هلكة تبرأ منه فتقول له ما كانت محبتك فلانا إلا أن افتتنت منه فالفتنة هاهنا بمعنى الشرك و الافتتان بالأوثان و يؤيد ذلك ما رواه عطا عن ابن عباس قال فتنتهم يريد شركهم في الدنيا و هذا القول في التأويل يرجع إلى حذف المضاف لأن المعنى لم يكن عاقبة فتنتهم إلا البراءة منها بقولهم «وَ اَللََّهِ رَبِّنََا مََا كُنََّا مُشْرِكِينَ» و يسأل فيقال كيف يجوز أن يكذبوا في الآخرة و يحلفوا على الكذب و الدار ليست بدار تكليف و كل الناس ملجئون فيها إلى ترك القبيح لمشاهدة الحقائق و زوال عوارض الشبه و الشكوك و لمعرفتهم بالله سبحانه ضرورة و الجواب أن معناه ما كنا مشركين في الدنيا عند أنفسنا و في اعتقادنا و تقديرنا و ذلك أن المشركين في الدنيا يعتقدون كونهم مصيبين فيحلفون على هذا في الآخرة فعلى هذا يكون قولهم و حلفهم يقعان على وجه الصدق و قيل أيضا أنهم إنما يحلفون على ذلك لزوال عقولهم بما يلحقهم من الدهشة من أهوال القيامة ثم ترجع عقولهم فيقرون و يعترفون و يجوز أن ينسوا إشراكهم في الدنيا بما يلحقهم من الدهشة عند مشاهدة تلك الأهوال‌} «اُنْظُرْ» المعنى يقول الله تعالى عند حلف هؤلاء أنظر يا محمد «كَيْفَ كَذَبُوا عَلى‌ََ أَنْفُسِهِمْ» و هذا و إن كان لفظه لفظ الاستفهام فالمراد به التنبيه على التعجيب منهم و معناه أنظر إلى إخباري عن افترائهم كيف هو فإنه لا يمكن النظر إلى ما يوجد في الآخرة و إنما كذبهم الله سبحانه في قولهم و إن كانوا صادقين عند أنفسهم لأن الكذب هو الإخبار بالشي‌ء لا على ما هو به علم المخبر بذلك أو لم يعلم فلما كان قولهم‌ «مََا كُنََّا مُشْرِكِينَ» كذبا في الحقيقة جاز أن يقال كذبوا على أنفسهم و قيل معناه أنظر كيف كذبوا على أنفسهم في دار الدنيا لا أنهم كذبوا في الآخرة لأنهم كانوا مشركين على الحقيقة و إن اعتقدوا أنهم على الحق عن الجبائي «وَ ضَلَّ عَنْهُمْ مََا كََانُوا يَفْتَرُونَ» أي ضلت عنهم أوثانهم التي كانوا يعبدونها و يفترون الكذب بقولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله غدا فذهبت عنهم في الآخرة فلم يحدوها و لم ينتفعوا بها عن الحسن و قيل أنه عام في كل ما يعبد من دون الله تعالى أنها تضل عن عابديها يوم القيامة و لا تغني عنهم شيئا و اختلف أهل العدل في أن أهل الآخرة هل يجوز أن يقع منهم الكذب فالأصح أنه لا يجوز على ما قلناه‌و قال بعضهم يجوز ذلك لما يلحقهم من الدهش و الحيرة في القيامة فإذا استقر أهل الجنة في الجنة و أهل النار في النار فحينئذ لا يجوز أن يقع منهم القبيح و الكذب و يكون جميعهم ملجئين إلى ترك القبيح و به قال أبو بكر بن الإخشيد و أصحابه و قال بعضهم أنه يجوز وقوعه منهم على جميع الأحوال.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست