responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 437

437

(1) - عن النبي ص أنه قال من بلغه أني أدعو إلى أن لا إله إلا الله فقد بلغه‌ يعني بلغته الحجة و قامت عليه و قال محمد بن كعب من بلغه القرآن فكأنما رأى محمدا و سمع منه و قال مجاهد حيث ما يأتي القرآن فهو داع و نذير و قرأ هذه الآية و في تفسير العياشي قال أبو جعفر و أبو عبد الله (ع) من بلغ معناه من بلغ أن يكون إماما من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله ص و على هذا فيكون قوله «وَ مَنْ بَلَغَ» في موضع رفع عطفا على الضمير في أنذر و في الآية دلالة على أن الله تعالى يجوز أن يسمي شيئا لأن قوله «أَيُّ شَيْ‌ءٍ أَكْبَرُ شَهََادَةً» جاء جوابه «قُلِ اَللََّهُ» و معنى الشي‌ء إنه ما يصح أن يعلم و يخبر عنه فالله سبحانه شي‌ء لا كالأشياء بمعنى أنه معلوم لا كالمعلومات التي هي الجواهر و الأعراض و الاشتراك في الاسم لا يوجب التماثل و في قوله «وَ مَنْ بَلَغَ» دلالة على أنه خاتم الأنبياء و مبعوث إلى الناس كافة ثم قال سبحانه موبخا لهم قل يا محمد لهم «أَ إِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اَللََّهِ آلِهَةً أُخْرى‌ََ» هذا استفهام معناه الجحد و الإنكار و تقديره كيف تشهدون أن مع الله آلهة أخرى بعد وضوح الأدلة و قيام الحجة بوحدانية الله تعالى و إنما قال «أُخْرى‌ََ» و لم يقل آخر لأن الآلهة جمع و الجمع مؤنث فهو كقوله وَ لِلََّهِ اَلْأَسْمََاءُ اَلْحُسْنى‌ََ و قوله‌ فَمََا بََالُ اَلْقُرُونِ اَلْأُولى‌ََ و لم يقل الأول‌ثم قال سبحانه لنبيه «قُلْ» أنت يا محمد «لاََ أَشْهَدُ» بمثل ذلك و إن شهدتم بإثبات الشريك لله بعد قيام الحجة بوحدانية الله تعالى و الشاهد هو المبين لدعوى المدعي ثم قال «قُلْ» يا محمد لمن شهد أن معه آلهة أخرى «إِنَّمََا هُوَ إِلََهٌ وََاحِدٌ وَ إِنَّنِي بَرِي‌ءٌ مِمََّا تُشْرِكُونَ» به و بعبادته من الأوثان و غيرها و لهذا قال أهل العلم يستحب لمن أسلم ابتداء أن يأتي بالشهادتين و يتبرأ من كل دين سوى الإسلام ثم ذكر سبحانه أن الكفار بين جاهل و معاند فقال‌} «اَلَّذِينَ آتَيْنََاهُمُ اَلْكِتََابَ يَعْرِفُونَهُ كَمََا يَعْرِفُونَ أَبْنََاءَهُمُ» و هذا مفسر في سورة البقرة «اَلَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاََ يُؤْمِنُونَ» مفسر في هذه السورة فإن حملته على أنه صفة للذين الأولى فالمعني به أهل الكتاب و إن حملته على الابتداء فإنه يتناول جميع الكفار و قال أبو حمزة الثمالي لما قدم النبي ص المدينة قال عمر لعبد الله بن سلام إن الله تعالى أنزل على نبيه ص أن أهل الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم كيف هذه المعرفة قال عبد الله بن سلام نعرف نبي الله بالنعت الذي نعته الله إذا رأيناه فيكم كما يعرف أحدنا ابنه إذا رآه بين الغلمان و أيم الله الذي يحلف به ابن سلام لأنه بمحمد أشد معرفة مني بابني فقال له كيف قال عبد الله عرفته بما نعته الله لنا في كتابنا فأشهد أنه هو فأما ابني فإني لا أدري ما أحدثت أمه فقال قد وفقت و صدقت و أصبت.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 437
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست