responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 433

(1) - إلي أعرابيان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها أي ابتدأت حفرها و أصل الفطر الشق و منه‌ إِذَا اَلسَّمََاءُ اِنْفَطَرَتْ أي انشقت قال الزجاج فإن قال قائل كيف يكون الفطر في معنى الخلق و الانفطار في معنى الانشقاق قيل إنهما يرجعان إلى شي‌ء واحد لأن معنى فطرهما خلقهما خلقا قاطعا .

الإعراب‌

غير نصب لأنه مفعول «أَتَّخِذُ وَلِيًّا» مفعول ثان و قوله «إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي» فيه وجهان أحدهما أنه اعتراض بين الكلام كما يكون الاعتراض بالأقسام فعلى هذا لا موضع له من الإعراب و الآخر أنه في موضع نصب على الحال فكأنه قيل إني أخاف عاصيا ربي عذاب يوم عظيم و يكون جواب الشرط محذوفا على الوجهين جميعا.

النزول‌

قيل إن أهل مكة قالوا لرسول الله يا محمد تركت ملة قومك و قد علمنا أنه لا يحملك على ذلك إلا الفقر فإنا نجمع لك من أموالنا حتى تكون من أغنانا فنزلت الآية.

المعنى‌

«قُلْ» يا محمد لهؤلاء المشركين الذين سبق ذكرهم «أَ غَيْرَ اَللََّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا» أي مالكا و مولى و ولي الشي‌ء مالكه الذي هو أولى من غيره و المعنى لا أتخذ غير الله وليا إلا أن إخراجه على لفظ الاستفهام أبلغ من سائر ألفاظ النفي «فََاطِرِ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» أي خالقهما و منشئهما من غير احتذاء على مثال‌ «وَ هُوَ يُطْعِمُ وَ لاََ يُطْعَمُ» أي يرزق و لا يرزق و المراد يرزق الخلق و لا يرزقه أحد و قيل إنما ذكر الإطعام لأن حاجة العباد إليه أشد و لأن نفيه عن الله أدل على نفي شبهه بالمخلوقين لأن الحاجة إلى الطعام لا تجوز إلا على الأجسام و احتج سبحانه بهذا على الكفار لأن من خلق السماوات و الأرض و أنشأ ما فيهما و أحكم تدبيرها و أطعم من فيهما و هم فقراء إليه معلوم أنه الذي ليس كمثله شي‌ء و هو القادر القاهر الغني الحي فلا يجوز لمن عرف ذلك أن يعبد غيره «قُلْ» يا محمد «إِنِّي أُمِرْتُ» أي أمرني ربي «أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ» أي استسلم لأمر الله و رضي بحكمه و قيل معناه أمرت أن كون أول من أخلص العبادة من أهل هذا الزمان عن الكلبي و قيل أول من أسلم من أمتي و آمن بعد الفترة عن الحسن و إنما كان أول لأنه خص بالوحي و قيل معناه أن أكون أول من خضع و آمن و عرف الحق من قومي و أن أترك ما هم عليه من الشرك و نظيره قول موسى سُبْحََانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ اَلْمُؤْمِنِينَ أي بأنك لا ترى ممن سألك أن تريه نفسك و قول السحرة إِنََّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنََا رَبُّنََا خَطََايََانََا أَنْ كُنََّا أَوَّلَ اَلْمُؤْمِنِينَ بأن هذا ليس بسحر و أنه‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست