responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 431

(1) - أوجب على نفسه الرحمة بإنظاره عباده و إمهاله إياهم ليتداركوا ما فرطوا فيه و يتوبوا عن معاصيهم و قيل أوجب على نفسه الرحمة لأمة محمد بأن لا يعذبهم عند التكذيب كما عذب من قبلهم من الأمم الماضية و القرون الخالية عند التكذيب بل يؤخرهم إلى يوم القيامة عن الكلبي «لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى‌ََ يَوْمِ اَلْقِيََامَةِ» أي ليؤخرن جمعكم إلى يوم القيامة فيكون تفسيرا للرحمة على ما ذكرناه أن المراد به إمهال العاصي ليتوب و قيل إن هذا احتجاج على من أنكر البعث و النشور و يقول ليجمعنكم إلى اليوم الذي أنكرتموه كما تقول جمعت هؤلاء إلى هؤلاء أي ضممت بينهم في الجمع يريد بجمع آخركم إلى أولكم قرنا بعد قرن إلى يوم القيامة و هو الذي «لاََ رَيْبَ فِيهِ» و قيل معناه ليجمعن هؤلاء المشركين الذين خسروا أنفسهم إلى هذا اليوم الذي يجحدونه و يكفرون به عن الأخفش و يسأل عن هذا فيقال كيف يحذر المشركين بالبعث و هم لا يصدقون به و الجواب أنه جار مجرى الإلزام و أيضا فإنه تعالى إنما ذكر ذلك عقيب الدليل و يقال كيف نفى الريب مطلقا فقال لا ريب فيه و الكافر مرتاب فيه و الجواب أن الحق حق و إن ارتاب فيه المبطل و أيضا فإن الدلائل تزيل الشك و الريب فإن نعم الدنيا تعم المحسن و المسي‌ء فلا بد من دار يتميز فيه المحسن من المسي‌ء و أيضا فقد صح أن التكليف تعريف للثواب و إذا لم يمكن إيصال الثواب في الدنيالأن من شأنه أن يكون صافيا من الشوائب فلا يكون مقترنا بالتكليف لأن التكليف لا يعري من المشقة فلا بد من دار أخرى و أيضا فإن التمكين من الظلم من غير انتصاف في العاجل و إنزال الأمراض من غير استحقاق و لا إيفاء عوض في العاجل توجب قضية العقل في ذلك أن يكون دار أخرى توفى فيها الأعواض و ينتصف من المظلوم للظالم «اَلَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ» أي أهلكوها بارتكاب الكفر و العناد «فَهُمْ لاََ يُؤْمِنُونَ» أي لا يصدقون بالحق و لما ذكر تعالى ملك السماوات و الأرض عقبه بذكر ما فيهما فقال‌} «وَ لَهُ مََا سَكَنَ» أي و له كل متمكن ساكن «فِي اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهََارِ» خلقا و ملكا و ملكا و إنما ذكر الليل و النهار هنا و ذكر السماوات و الأرض فيما قبل لأن الأول يجمع المكان و الثاني يجمع الزمان و هما ظرفان لكل موجود فكأنه أراد الأجسام و الأعراض و على هذا فلا يكون السكون في الآية ما هو خلاف الحركة بل المراد به الحلول كما قال ابن الأعرابي إنه من قولهم فلان يسكن بلد كذا أي يحله و هذا موافق لقول ابن عباس و له ما استقر في الليل و النهار من خلق و قيل معناه ما سكن في الليل للاستراحة و تحرك في النهار للمعيشة و إنما ذكر الساكن دون المتحرك لأنه أعم و أكثر و لأن عاقبة التحرك السكون و لأن النعمة في السكون أكثر و الراحة فيه أعم و قيل أراد الساكن و المتحرك و تقديره‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 431
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست