responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 423

(1) -

اللغة

العدل خلاف الجور و عدلت به غيره أي سويته به و عدلت عنه أي أعرضت و عدلت الشي‌ء فاعتدل أي قومته فاستقام و الأجل الوقت المضروب لانقضاء الأمد فأجل الإنسان وقت انقضاء عمره و أجل الدين محله و هو وقت انقضاء التأخير و أصله التأخير يقال أجله تأجيلا و عجله تعجيلا و الآجل نقيض العاجل و الامتراء الشك و أصله من مرأت الناقة إذا مسحت ضرعها لاستخراج اللبن و منه ماراه يماريه مراء و مماراة إذا استخرج ما عنده بالمناظرة فالامتراء استخراج الشبهة المشكلة من غير حل .

المعنى‌

بدأ الله تعالى هذه السورة بالحمد لنفسه إعلاما بأنه المستحق لجميع المحامد لأن أصول النعم و فروعها منه تعالى و لأن له الصفات العلى فقال «اَلْحَمْدُ لِلََّهِ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ» يعني اخترعهما بما اشتملا عليه من عجائب الصنعة و بدائع الحكمة و قيل إنه في لفظ الخبر و معناه الأمر أي احمدوا الله و إنما جاء على صيغة الخبر و إن كان فيه معنى الأمر لأنه أبلغ في البيان من حيث أنه يجمع الأمرين و قد ذكرنا من معنى الحمد لله و تفسيره في الفاتحة ما فيه كفاية «وَ جَعَلَ اَلظُّلُمََاتِ وَ اَلنُّورَ» يعني الليل و النهار عن السدي و جماعة من المفسرين و قيل الجنة و النار عن قتادة و إنما قدم ذكر الظلمات لأنه خلق الظلمة قبل النور و كذلك خلق السماوات قبل الأرض ثم عجب سبحانه ممن جعل له شريكا مع ما يرى من الآيات الدالة على وحدانيته فقال «ثُمَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا» أي جحدوا الحق «بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ» أي يسوون به غيره بأن جعلوا له أندادا مأخوذ من قولهم ما أعدل بفلان أحدا أي لا نظير له عندي و قيل معنى يعدلون يشركون به غيره عن الحسن و مجاهد و دخول ثم في قوله «ثُمَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا» دليل على معنى لطيف و هو أنه سبحانه أنكر على الكفار العدل به و عجب المؤمنين من ذلك و مثله في المعنى قوله فيما بعد} «ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ» و الوجه في التعجيب أن هؤلاء الكفار مع اعترافهم بأن أصول النعم منه و أنه هو الخالق و الرازق عبدوا غيره و نقضوا ما اعترفوا به و أيضا فإنهم عبدوا ما لا ينفع و لا يضر من الحجارة و الموات «هُوَ اَلَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ» يعني به آدم و المعنى أنشأ أباكم و اخترعه من طين و أنتم من ذريته فلما كان آدم أصلنا و نحن من نسله جاز أن يقول لنا خلقكم من طين «ثُمَّ قَضى‌ََ أَجَلاً» أي كتب و قدر أجلا و القضاء يكون بمعنى الحكم و بمعنى الأمر و بمعنى الخلق و بمعنى الإتمام و الإكمال «وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ» قيل فيه أقوال (أحدها) أنه يعني بالأجلين أجل الحياة إلى الموت و أجل الموت إلى البعث و قيام الساعة عن الحسن و سعيد بن المسيب و قتادة

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست