responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 85

(1) - و أنشد سيبويه :

و ما الدهر إلا تارتان فمنهما # أموت و أخرى أبتغي العيش أكدح‌

و قال الفراء المحذوف من الموصولة و التقدير من الذين هادوا من يحرفون الكلم كما يقولون منا يقول ذلك و منا لا يقوله قال و العرب تضمر من في مبتدإ الكلام بمن لأن من بعض لما هي منه كما قال تعالى‌ «وَ مََا مِنََّا إِلاََّ لَهُ مَقََامٌ مَعْلُومٌ وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلاََّ وََارِدُهََا» و أنكر المبرد و الزجاج هذا القول قالا لأن من يحتاج إلى صلة أو صفة تقوم مقام الصلة فلا يحسن حذف الموصول مع بقاء الصلة كما لا يحسن حذف بعض الكلمة و «غَيْرَ مُسْمَعٍ» نصب على الحال و «رََاعِنََا» من نونها جعلها كلمة الأمر كقولك رويدا و هنيئا و من لم ينون جعلها من المراعاة كما تقول قاضنا. «لَيًّا» مصدر وضع موضع الحال و كذلك قوله «وَ طَعْناً» و تقديره يلوون ألسنتهم ليا و يطعنون في الدين طعنا إلا قليلا تقديره يؤمنون و هم قليل فيكون «قَلِيلاً» منتصبا على الحال و يجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف تقديره إيمانا قليلا كما قال الشاعر:

فالفيته غير مستعتب # و لا ذاكر الله إلا قليلا

يريد إلا ذكرا قليلا و سقط التنوين من ذاكر لاجتماع الساكنين.

المعنى‌

ثم بين صفة من تقدم ذكرهم فقال «مِنَ اَلَّذِينَ هََادُوا» أي أ لم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب من اليهود فيكون قوله «يُحَرِّفُونَ اَلْكَلِمَ» في موضع الحال و إن جعلته كلاما مستأنفا فمعناه من اليهود فريق «يُحَرِّفُونَ اَلْكَلِمَ عَنْ مَوََاضِعِهِ» أي يبدلون كلمات الله و أحكامه عن مواضعها و قال مجاهد يعني بالكلم التوراة و ذلك أنهم كتموا ما في التوراة من صفة النبي «وَ يَقُولُونَ سَمِعْنََا وَ عَصَيْنََا» معناه يقولون مكانه بألسنتهم سمعنا و في قلوبهم عصينا و قيل معناه سمعنا قولك و عصينا أمرك «وَ اِسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ» أي و يقول هؤلاء اليهود للنبي اسمع منا غير مسمع كما يقول القائل لغيره إذا سبه بالقبيح اسمع لا أسمعك الله عن ابن عباس و ابن زيد و قيل بل تأويله اسمع غير مجاب لك و لا مقبول منك عن الحسن و مجاهد و هذا كله إخبار من الله عن اليهود الذين كانوا حوالي المدينة في عصر النبي لأنهم كانوا يسبونه و يؤذونه بالسي‌ء من القول «وَ رََاعِنََا» قد ذكرنا معناه في سورة البقرة و قيل أنه كان سبأ للنبي تواضعوا عليه و يقال كانوا يقولون استهزاء و سخرية و يقال أنهم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست