responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 78

78

(1) - كَفَرُوا وَ عَصَوُا اَلرَّسُولَ لَوْ تُسَوََّى بِهِمُ اَلْأَرْضُ» معناه لو تجعلون و الأرض سواء كما قال تعالى وَ يَقُولُ اَلْكََافِرُ يََا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرََاباً و من التسوية قوله‌ بَلى‌ََ قََادِرِينَ عَلى‌ََ أَنْ نُسَوِّيَ بَنََانَهُ أي نجعلها صفيحة واحدة لا يفصل بعضها عن بعض فيكون كالكف فيعجز لذلك عما يستعان عليه من الأعمال بالبنان‌و روي عن ابن عباس أن معناه يودون أن يمشي عليهم أهل الجمع يطئونهم بأقدامهم كما يطئون الأرض و على القول الأول فالمراد به أن الكفار يوم القيامة يودون أنهم لم يبعثوا و أنهم كانوا و الأرض سواء لعلمهم بما يصيرون إليه من العذاب و الخلود في النار و روي أيضا أن البهائم يوم القيامة تصير ترابا فيتمنى عند ذلك الكفار أنهم صاروا كذلك ترابا

و هذا لا يجيزه إلا من قال إن العوض منقطع و هو الصحيح و من قال إن العوض دائم لم يصحح هذا الخبر و قوله «وَ لاََ يَكْتُمُونَ اَللََّهَ حَدِيثاً» قيل فيه أقوال (أحدها) أنه عطف على قوله «لَوْ تُسَوََّى» أي و يودون أن لو لم يكتموا الله حديثا لأنهم إذا سئلوا قالوا وَ اَللََّهِ رَبِّنََا مََا كُنََّا مُشْرِكِينَ فتشهد عليهم جوارحهم بما عملوا فيقولون يا ليتنا كنا ترابا و يا ليتنا لم نكتم الله شيئا و ليس ذلك بحقيقة الكتمان فإنه لا يكتم شي‌ء عن الله لكنه في صورة الكتمان و هذا قول ابن عباس (و ثانيها) أنه كلام مستأنف و المراد به أنهم لا يكتمون الله شيئا من أمور دنياهم و كفرهم بل يعترفون به فيدخلون النار باعترافهم و إنما لا يكتمون لعلمهم بأنه لا ينفعهم الكتمان و إنما يقولون‌ وَ اَللََّهِ رَبِّنََا مََا كُنََّا مُشْرِكِينَ في بعض الأحوال فإن للقيامة مواطن و أحوالا ففي موطن لا يسمع كلامهم إلا همسا كما أخبر تعالى عنهم و في موطن ينكرون ما فعلوه من الكفر و المعاصي ظنا منهم أن ذلك ينفعهم و في موطن يعترفون بما فعلوه عن الحسن (و ثالثها) أن المراد أنهم لا يقدرون على كتمان شي‌ء من الله لأن جوارحهم تشهد عليهم بما فعلوه فالتقدير لا تكتمه جوارحهم و إن كتموه (و رابعها) أن المراد ودوا لو تسوى بهم الأرض و أنهم لم يكونوا كتموا أمر محمد و بعثه عن عطا (و خامسها) أن الآية على ظاهرها فالمراد و لا يكتمون الله شيئا لأنهم ملجئون إلى ترك القبائح و الكذب و قولهم‌ وَ اَللََّهِ رَبِّنََا مََا كُنََّا مُشْرِكِينَ أي ما كنا مشركين عند أنفسنا لأنهم كانوا يظنون في الدنيا أن ذلك ليس بشرك من حيث تقربهم إلى الله عن أبي القاسم البلخي .

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست