responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 55

(1) - يجوز نكاح الأمة الكتابية لأنه قيد جواز العقد عليهن بالإيمان بقوله «مِنْ فَتَيََاتِكُمُ اَلْمُؤْمِنََاتِ» و هذا مذهب مالك و الشافعي «وَ اَللََّهُ أَعْلَمُ بِإِيمََانِكُمْ» أراد بهذا بيان أنه لم يؤخذ علينا إلا بأن نأخذ بالظاهر في هذا الحكم إذ لا سبيل لنا إلى الوقوف على حقيقة الإيمان و الله هو المنفرد بعلم ذلك و لا يطلع عليه غيره فإنه العالم بالسرائر المطلع على الضمائر «بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ» قيل فيه قولان (أحدهما) أن المراد به كلكم ولد آدم فلا تستنكفوا من نكاح الإماء فإنهن من جنسكم كالحرائر (و الآخر) أن معناه كلكم على الإيمان و دينكم واحد فلا ينبغي أن يعير بعضكم بعضا بالهجنة نهى الله عن عادة أهل الجاهلية في الطعن و التعيير بالإماء «فَانْكِحُوهُنَّ» يعني الفتيات المؤمنات أي تزوجوهن «بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ» أي بأمر سادتهن و مواليهن و في هذا دلالة على أنه لا يجوز نكاح الأمة بغير إذن مالكها «وَ آتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ» أي أعطوا مالكهن مهورهن «بِالْمَعْرُوفِ» أي بما لا ينكر في الشرع‌و هو ما تراضى عليه الأهلون و وقع عليه العقد و قيل معناه من غير مطل و ضرار «مُحْصَنََاتٍ» أي عفائف يريد تزوجوهن عفائف «غَيْرَ مُسََافِحََاتٍ» أي غير زوان و قيل معناه متزوجات غير زانيات و قد قرئ «مُحْصَنََاتٍ» و محصنات بفتح الصاد و كسرها على ما مر ذكره في الآية الأولى «وَ لاََ مُتَّخِذََاتِ أَخْدََانٍ» أي أخلاء في السر لأن الرجل منهم كان يتخذ صديقة فيزني بها و المرأة تتخذ صديقا فتزني به و روي عن ابن عباس أنه قال كان قوم في الجاهلية يحرمون ما ظهر من الزنا و يستحلون ما خفي منه فنهى الله عن الزنا سرا و جهرا فعلى هذا يكون المراد بقوله «غَيْرَ مُسََافِحََاتٍ وَ لاََ مُتَّخِذََاتِ أَخْدََانٍ» غير زانيات لا سرا و لا جهرا «فَإِذََا أُحْصِنَّ» من قرأ بضم الهمزة معناه فإذا زوجن فأحصنهن أزواجهن و هو بمعنى تزوجن عن ابن عباس و سعيد بن جبير و مجاهد و قتادة و من قرأ بالفتح فمعناه أسلمن عن عمر بن الخطاب و ابن مسعود و إبراهيم و الشعبي و السدي و قال الحسن يحصنها الزوج و يحصنها الإسلام «فَإِنْ أَتَيْنَ بِفََاحِشَةٍ» أي زنين «فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مََا عَلَى اَلْمُحْصَنََاتِ مِنَ اَلْعَذََابِ» أي نصف ما على الحرائر من حد الزنا و هو خمسون جلدة نصف حد الحرة و «ذََلِكَ» إشارة إلى نكاح الأمة عند عدم الطول «لِمَنْ خَشِيَ اَلْعَنَتَ مِنْكُمْ» يعني الزنا و هو أن يخاف أن تحمله شدة الشبق على الزنا فيلقى الحد في الدنيا أو العذاب في الآخرةو عليه أكثر المفسرين و قيل معناه لمن يخاف أن يهواه فيزني بها و قيل معنى العنت الضرر الشديد في الدين أو الدنيا لغلبة الشهوة و الأول أصح «وَ أَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ» معناه و صبركم عن نكاح الإماء و عن الزنا خير لكم و أن تصبروا مبتدأ و خير خبره «وَ اَللََّهُ غَفُورٌ» لذنوب عباده‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست