responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 392

(1) - تقول عليك زيدا كأنه قيل خذ زيدا فقد علاك أي أشرف عليك و عندك زيدا أي حضرك فخذه و دونك أي قرب منك فخذه و قد تقيم العرب غير هذه الأحرف مقام الفعل لكن لا تعديه إلى المفعول و ذلك نحو قولهم إليك عني أي تأخر عني و وراءك بمعناه قالوا و لا يجوز ذلك إلا في الخطاب لو قلت عليه زيدا لم يجز و قوله «لاََ يَضُرُّكُمْ» الأجود أن يكون إعرابه رفعا و يكون على جهة الخبر و يجوز أن يكون موضعه جزما و يكون الأصل لا يضرركم إلا أن الراء الأولى أدغمت في الثانية فضمت الثانية لالتقاء الساكنين و يجوز في العربية لا يضركم بفتح الراء و لا يضركم بكسرها فالضم لاتباع الضم و الفتح للخفة و الكسر لأن أصل التقاء الساكنين الكسرة و هذا النهي بلفظ غائب يراد به المخاطبون إذا قلت لا يضررك كفر فلان فمعناه لا تعدن أنت كفره ضررا كما أنك إذا قلت لا أرينك هاهنا فالنهي في اللفظ لنفسك فمعناه لمخاطبك و معناه لا تكونن هنا.

المعنى‌

لما بين الله سبحانه حكم الكفار الذين قلدوا آباءهم و أسلافهم و ركنوا إلى أديانهم عقبه بالأمر بالطاعة و بيان أن المطيع لا يؤاخذ بذنوب العاصي فقال «يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ» معناه احفظوا أنفسكم من ملابسة المعاصي و الإصرار على الذنوب عن الفراء و غيره و قيل معناه ألزموا أمر أنفسكم فإنما ألزمكم الله أمرها عن الزجاج و هذا موافق لما روي عن ابن عباس أن معناه أطيعوا أمري و احفظوا وصيتي «لاََ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اِهْتَدَيْتُمْ» أي لا يضركم ضلال من ضل من آبائكم و غيرهم إذا كنتم مهتدين‌و يقال هل تدل هذه الآية على جواز ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و جوابه أن في هذا وجوها (أحدها) أن الآية لا تدل على ذلك بل توجب أن المطيع لربه لا يؤاخذ بذنوب العاصي (و ثانيها) إن الاقتصار على الاهتداء باتباع أمر الله إنما يجوز في حال التقية أو حال لا يجوز تأثير إنكاره فيها أو يتعلق بإنكاره مفسدة و روي أن أبا ثعلبة سأل رسول الله (ص) عن هذه الآية فقال ائتمروا بالمعروف و تناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت دنيا مؤثرة و شحا مطاعا و هوى متبعا و إعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك و ذر الناس و عوامهم‌ (و ثالثها) إن هذه أوكد آية في وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لأن الله تعالى خاطب بها المؤمنين فقال «عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ» يعني عليكم أهل دينكم كما قال و لا تقتلوا أنفسكم لا يضركم من ضل من الكفار و هذا قول ابن عباس في رواية عطا عنه قال يريد يعظ بعضكم بعضا و ينهى بعضكم بعضا و يعلم بعضكم بعضا ما يقربه إلى الله و يبعده من الشيطان و لا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست