responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 321

(1) - المثلين و هذه لغة أهل الحجاز .

اللغة

الذل بكسر الذال ضد الصعوبة و بضمها ضد العز يقال ذلول بين الذل من قوم أذلة و ذليل بين الذل من قوم أذلاء و الأول من اللين و الانقياد و الثاني من الهوان و الاستخفاف و العزة الشدة يقال عززت فلانا على أمره أي غلبته عليه و العزاز الأرض الصلبة و عز يعز الشي‌ء إذا لم يقدر عليه و أصل الباب الامتناع .

ـ

المعنى‌

لما بين تعالى حال المنافقين و أنهم يتربصون الدوائر بالمؤمنين و علم أن قوما منهم يرتدون بعد وفاته أعلم أن ذلك كائن و إنهم لا ينالون أمانيهم و الله ينصر دينه بقوم لهم صفات مخصوصة تميزوا بها من بين العالمين فقال‌ «يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ» أي من يرجع منكم أي من جملتكم إلى الكفر بعد إظهار الإيمان فلن يضر دين الله شيئا فإن الله لا يخلي دينه من أنصار يحمونه «فَسَوْفَ يَأْتِي اَللََّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ» أي يحبهم الله و يحبون الله «أَذِلَّةٍ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى اَلْكََافِرِينَ» أي رحماء على المؤمنين غلاظ شداد على الكافرين و هو من الذل الذي هو اللين لا من الذل الذي هو الهوان قال ابن عباس تراهم للمؤمنين كالولد لوالده و كالعبد لسيده و هم في الغلظة على الكافرين كالسبع على فريسته «يُجََاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اَللََّهِ» بالقتال لإعلاء كلمة الله و إعزاز دينه «وَ لاََ يَخََافُونَ لَوْمَةَ لاََئِمٍ» فيما يأتون من الجهاد و الطاعات و اختلف فيمن وصف بهذه الأوصاف منهم فقيل هم أبو بكر و أصحابه الذين قاتلوا أهل الردة عن الحسن و قتادة و الضحاك و قيل هم الأنصار عن السدي و قيل هم أهل اليمن عن مجاهد قال‌ قال رسول الله أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا و أرق أفئدة الإيمان يماني و الحكمة يمانية و قال عياض بن غنم الأشعري لما نزلت هذه الآية أومأ رسول الله إلى أبي موسى الأشعري فقال هم قوم هذا و قيل أنهم الفرس و روي أن النبي (ص) سئل عن هذه الآية فضرب بيده على عاتق سلمان فقال هذا و ذووه ثم قال لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس و قيل هم أمير المؤمنين علي (ع) و أصحابه حين قاتل من قاتله من الناكثين و القاسطين و المارقين و روي ذلك عن عمار و حذيفة و ابن عباس و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (ع) و يؤيد هذا القول أن النبي وصفه بهذه الصفات المذكورة في الآية فقال فيه و قد ندبه لفتح خيبر بعد أن رد عنها حامل الراية إليه مرة بعد أخرى و هو يجبن الناس و يجبنونه‌ لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يده‌ ثم أعطاها إياه فأما الوصف باللين‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست