responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 319

(1) -

المعنى‌

لما تقدم ذكر اليهود و النصارى أمر سبحانه عقيب ذلك بقطع موالاتهم و التبرؤ منهم فقال «يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاََ تَتَّخِذُوا اَلْيَهُودَ وَ اَلنَّصََارى‌ََ أَوْلِيََاءَ» أي لا تعتمدوا على الاستنصار بهم متوددين إليهم و خص اليهود و النصارى بالذكر لأن سائر الكفار بمنزلتها في وجوب معاداتهم‌ «بَعْضُهُمْ أَوْلِيََاءُ بَعْضٍ» ابتداء كلام أخبر سبحانه أن بعض الكفار ولي بعض في العون و النصرة و يدهم واحدة على المسلمين و في هذه دلالة على أن الكفر كله كالملة الواحدة في أحكام المواريث لعموم قوله «بَعْضُهُمْ أَوْلِيََاءُ بَعْضٍ» و قال الصادق لا تتوارث أهل ملتين و نحن نرثهم و لا يورثوننا «وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ» أي من استنصر بهم و اتخذهم أنصارا «فَإِنَّهُ مِنْهُمْ» أي هو كافر مثلهم عن ابن عباس و المعنى أنه محكوم له حكمهم في وجوب لعنه و البراءة منه و أنه من أهل النار «إِنَّ اَللََّهَ لاََ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلظََّالِمِينَ» إلى طريق الجنة لكفرهم و استحقاقهم العذاب الدائم بل يضلهم عنها إلى طريق النار عن أبي علي الجبائي و قيل معناه لا يحكم لهم بحكم المؤمنين في المدح و الثناء و النصرة على الأعداء} «فَتَرَى» يا محمد «اَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ» أي شك و نفاق يعني عبد الله بن أبي عن ابن عباس «يُسََارِعُونَ فِيهِمْ» أي في موالاة اليهود و مناصحتهم و قيل في معاونتهم على المسلمين و قيل موالاة اليهود و نصارى نجران لأنهم كانوا يميرونهم عن الكلبي «يَقُولُونَ» أي قائلين و هو في موضع الحال «نَخْشى‌ََ أَنْ تُصِيبَنََا دََائِرَةٌ» أي دولة تدور لأعداء المسلمين على المسلمين فنحتاج إلى نصرتهم عن مجاهد و السدي و قتادة و قيل معناه نخشى أن يدور الدهر علينا بمكروه يعنون الجدب فلا يميروننا عن الكلبي «فَعَسَى اَللََّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ» يعني فتح مكة عن السدي و قيل بفتح بلاد المشركين عن الجبائي و قيل المراد بالقضاء الفصل عن قتادة و يجمع هذه الأقوال قول ابن عباس يريد بفتح الله تعالى لمحمد (ص) على جميع خلقه «أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ» فيه إعزاز للمؤمنين و إذلال للمشركين و ظهور الإسلام عن السدي و قيل هو إظهار نفاق المنافقين مع الأمر بقتالهم عن الحسن و الزجاج و قيل هو أمر دون الفتح الأعظم أو موت هذا المنافق عن الجبائي و قيل هو القتل و سبي الذراري لبني قريظة و الإجلاء لبني النضير عن مقاتل و هذا معنى قول ابن عباس «أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ» يريد فيه هلاكهم و هو يحتمل هلاك اليهود و هلاك المنافقين «فَيُصْبِحُوا عَلى‌ََ مََا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نََادِمِينَ» أي فيصبح أهل النفاق على ما كان منهم من نفاقهم و ولايتهم لليهود

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست