responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 302

(1) - أوتيتم القود فلا تقبلوه «وَ مَنْ يُرِدِ اَللََّهُ فِتْنَتَهُ» قيل فيه أقوال‌ (أحدها) أن الفتنة العذاب أي من يرد الله عذابه كقوله تعالى‌ «عَلَى اَلنََّارِ يُفْتَنُونَ» أي يعذبون و قوله‌ «ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ» أي عذابكم عن الحسن و قتادة و اختاره الجبائي و أبو مسلم (و ثانيها) أن معناه من يرد الله هلاكه عن السدي و الضحاك (و ثالثها) أن المراد من يرد الله خزيه و فضيحته بإظهار ما ينطوي عليه عن الزجاج (و رابعها) أن المراد من يرد الله اختياره بما يبتليه به من القيام بحدوده فيدع ذلك و يحرفه و الأصح الأول «فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اَللََّهِ شَيْئاً» أي فلن تستطيع أن تدفع لأجله من أمر الله الذي هو العذاب أو الفضيحة أو الهلاك شيئا «أُولََئِكَ اَلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اَللََّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ» معناه أولئك اليهود لم يرد الله أن يطهر من عقوبات الكفر التي هي الختم و الطبع و الضيق قلوبهم كما طهر قلوب المؤمنين منها بأن كتب في قلوبهم الإيمان و شرح صدورهم للإسلام عن الجبائي و الحسن و قيل معناه لم يرد الله أن يطهرها من الكفر بالحكم عليها أنها بريئة منه ممدوحة بالإيمان عن البلخي قال القاضي و هذا لا يدل على أنه سبحانه لم يرد منهم الإيمان لأن ذلك لا يعقل من تطهير القلب إلا على جهة التوسع و لأن قوله «لَمْ يُرِدِ اَللََّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ» يقتضي نفي كونه مريدا و ليس فيه بيان الوجه الذي لم يرد ذلك عليه و المراد بذلك أنه لم يرد تطهير قلوبهم مما يلحقها من الغموم بالذم و الاستخفاف و العقاب و لذلك قال عقيبه «لَهُمْ فِي اَلدُّنْيََا خِزْيٌ وَ لَهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ عَذََابٌ عَظِيمٌ» و لو كان أراد ما قاله المجبرة لم تجعل ذلك ذما لهم‌و لا عقبه بالذم و لا جعله في حكم الجزاء على ما لأجله عاقبهم و أراد ذلك منهم و الخزي الذي لهم في الدنيا هو ما لحقهم من الذل و الصغار و الفضيحة بإلزام الجزية و إظهار كذبهم في كتمان الرجم و إجلاء بني النضير من ديارهم و خزي المنافقين باطلاع النبي على كفرهم.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست