responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 259

(1) - و كان ذلك سببا لهذا الوعيد و أما الكعبان فقد اختلف في معناهما فعند الإمامية هما العظمان الناتئان في ظهر القدم عند معقد الشراك و وافقهم في ذلك محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة و إن كان يوجب غسل الرجلين إلى هذا الموضع و قال جمهور المفسرين و الفقهاء الكعبان هما عظما الساقين قالوا و لو كان كما قالوه لقال سبحانه و أرجلكم إلى الكعاب و لم يقل «إِلَى اَلْكَعْبَيْنِ» لأن على ذلك القول يكون في كل رجل كعبان‌ «وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا» معناه إن كنتم جنبا عند القيام إلى الصلاة فتطهروا بالاغتسال و هو أن تغسلوا جميع البدن و الجنابة إنما تكون بإنزال الماء الدافق على كل حال أو بالتقاء الختانين و حده غيبوبة الحشفة في الفرج سواء كان معه إنزال أو لم يكن «وَ إِنْ كُنْتُمْ مَرْضى‌ََ أَوْ عَلى‌ََ سَفَرٍ أَوْ جََاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ اَلْغََائِطِ أَوْ لاََمَسْتُمُ اَلنِّسََاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مََاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَ أَيْدِيكُمْ مِنْهُ» قد مر تفسيره في سورة النساء فلا معنى لإعادته «مََا يُرِيدُ اَللََّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ» معناه ما يريد الله بما فرض عليكم من الوضوء إذا قمتم إلى الصلاة و الغسل من الجنابة و التيمم عند عدم الماء أو تعذر استعماله ليلزمكم في دينكم من ضيق و لا ليعنتكم فيه عن مجاهد و جميع المفسرين «وَ لََكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ» بما فرض عليكم من الوضوء و الغسل من الأحداث و الجنابة أي ينظف أجسادكم بذلك من الذنوب و اللام دخلت فيه لتبيين الإرادة أي يريد ذلك لتطهيركم كما قال الشاعر:

أريد لأنسى ذكرها فكأنما # تمثل لي ليلى بكل سبيل‌

و يؤيد ما قلناه ما روي عن قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة أن النبي (ص) قال أن الوضوء يكفر ما قبله‌ «وَ لِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ» أي و يريد الله تعالى مع تطهيركم من ذنوبكم بطاعتكم إياه فيما فرض عليكم من الوضوء و الغسل إذا قمتم إلى الصلاة مع وجود الماء أو التيمم عند عدمه أن يتم نعمته بإباحته لكم التيمم و تصييره لكم الصعيد الطيب طهورا رخصة لكم منه من سوابغ نعمه التي أنعم بها عليكم «لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» أي لتشكروا الله على نعمته بطاعتكم إياه فيما أمركم به و نهاكم عنه و قد تضمنت هذه الآية أحكام الوضوء و صفته، و أحكام الغسل و التيمم و مسائلها المتفرعة منها كثيرة موضعها الكتب المؤلفة في الفقه.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست