responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 190

(1) - الناس فيما بعدهم و ظهرت منهم أمور حملت الولاة على تهامهم فتركت شهادة من يتهم و أما شهادة الإنسان على نفسه فيكون بالإقرار للخصم فإقراره له شهادة منه على نفسه و شهادته لنفسه لا تقبل «إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً» معناه أن يكن المشهود عليه غنيا أو فقيرا أو المشهود له غنيا أو فقيرا فلا يمنعكم ذلك عن قول الحق و الشهادة بالصدق و فائدة ذلك أن الشاهد ربما امتنع عن إقامة الشهادة للغني على الفقير لاستغناء المشهود له و فقر المشهود عليه فلا يقيم الشهادة شفقة على الفقير و ربما امتنع عن إقامة الشهادة للفقير على الغني تهاونا للفقير و توقيرا للغني أو خشية منه أو حشمة له فبين سبحانه بقوله «فَاللََّهُ أَوْلى‌ََ بِهِمََا» إنه أولى بالغني و الفقير و أنظر لهما من سائر الناس أي فلا تمتنعوا من إقامة الشهادة على الفقير شفقة عليه و نظرا له و لا من إقامة الشهادة للغني لاستغنائه عن المشهود به‌فإن الله تعالى أمركم بذلك مع علمه بغناء الغني و فقر الفقير فراعوا أمره فيما أمركم به فإنه أعلم بمصالح العباد منكم «فَلاََ تَتَّبِعُوا اَلْهَوى‌ََ» يعني هوى الأنفس في إقامة الشهادة فتشهدوا على إنسان الإحنة بينكم و بينه أو وحشة أو عصبية و تمتنعوا الشهادة له لأحد هذه المعاني و تشهدوا للإنسان بغير حق لميلكم إليه بحكم صداقة أو قرابة «أَنْ تَعْدِلُوا» أي لأن تعدلوا يعني لأجل أن تعدلوا في الشهادة قال الفراء هذا كقولهم لا تتبع هواك لترضي ربك أي كيما ترضي ربك و قيل أنه من العدول الذي هو الميل و الجور و معناه و لا تتبعوا الهوى في أن تعدلوا عن الحق أو لأن تعدلوا عن الحق «وَ إِنْ تَلْوُوا» أي تمطلوا في أداء الشهادة «أَوْ تُعْرِضُوا» عن أدائها عن ابن عباس و مجاهد و قيل إن الخطاب للحكام أي و إن تلووا أيها الحكام في الحكم لأحد الخصمين على الآخر «أَوْ تُعْرِضُوا» عن أحدهما إلى الآخر عن ابن عباس و السدي و قيل‌ معناه «إِنْ تَلْوُوا» أي تبدلوا الشهادة «أَوْ تُعْرِضُوا» أي تكتموها عن ابن زيد و الضحاك و هو المروي عن أبي جعفر

«فَإِنَّ اَللََّهَ كََانَ بِمََا تَعْمَلُونَ خَبِيراً» معناه أنه كان عالما بما يكون منكم من إقامة الشهادة أو تحريفها و الإعراض عنها و في هذه الآية دلالة على وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و سلوك طريقة العدل في النفس و الغير و قد روي عن ابن عباس في معنى قوله «وَ إِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا» إنهما الرجلان يجلسان بين يدي القاضي فيكون لي القاضي و إعراضه لأحدهما عن الآخر.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست