responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 185

(1) -

المعنى‌

لما تقدم ذكر النشوز و الصلح بين الزوجين عقبه سبحانه بأنه لا يكلف من ذلك ما لا يستطاع فقال «وَ لَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ اَلنِّسََاءِ وَ لَوْ حَرَصْتُمْ» أي لن تقدروا أن تسووا بين النساء في المحبة و المودة بالقلب و لو حرصتم على ذلك كل الحرص فإن ذلك ليس إليكم و لا تملكونه فلا تكلفونه و لا تؤاخذون به عن ابن عباس و الحسن و قتادة و قيل معناه لم تقدروا أن تعدلوا بالتسوية بين النساء في كل الأمور من جميع الوجوه من النفقة و الكسوة و العطية و المسكن و الصحبة و البر و البشر و غير ذلك و المراد به أن ذلك لا يخفف عليكم بل يثقل و يشق لميلكم إلى بعضهن‌ «فَلاََ تَمِيلُوا كُلَّ اَلْمَيْلِ» أي فلا تعدلوا بأهوائكم عن من لم تملكوا محبة منهن كل العدول حتى يحملكم ذلكم على أن تجوروا على صواحبها في ترك أداء الواجب لهن عليكم من حق القسمة و النفقة و الكسوة و العشرة بالمعروف‌ «فَتَذَرُوهََا كَالْمُعَلَّقَةِ» أي تذروا التي لا تميلون إليها كالتي هي لا ذات زوج و لا أيم عن ابن عباس و الحسن و مجاهد و قتادة و غيرهم و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله و ذكر علي بن إبراهيم في تفسيره أنه سأل رجل من الزنادقة أبا جعفر الأحول عن قوله سبحانه‌ «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاََّ تَعْدِلُوا فَوََاحِدَةً» ثم قال «وَ لَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ اَلنِّسََاءِ وَ لَوْ حَرَصْتُمْ» و بين القولين فرق قال فلم يكن عندي جواب في ذلك حتى قدمت المدينة فدخلت على أبي عبد الله (ع) فسألته عن ذلك فقال أما قوله‌ «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاََّ تَعْدِلُوا» فإنه عنى في النفقة و أما قوله «وَ لَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا» فإنه عنى في المودة فإنه لا يقدر أحد أن يعدل بين امرأتين في المودة قال فرجعت إلى الرجل فأخبرته فقال هذا ما حملته من الحجاز و روى أبو قلابة عن النبي (ص) أنه كان يقسم بين نسائه و يقول اللهم هذه قسمتي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك و لا أملك‌ قوله «وَ إِنْ تُصْلِحُوا» يعني في القسمة بين الأزواج و التسوية بينهن في النفقة و غير ذلك «وَ تَتَّقُوا» الله في أمرهن و تتركوا الميل الذي نهاكم الله عنه في تفضيل واحدة على الأخرى «فَإِنَّ اَللََّهَ كََانَ غَفُوراً رَحِيماً» يستر عليكم ما مضى منكم من الحيف في ذلك إذا تبتم و رجعتم إلى الاستقامة و التسوية بينهن و يرحمكم بترك المؤاخذة على ذلك و كذلك كان يفعل فيما مضى مع غيركم و روي عن جعفر الصادق (ع) عن آبائه أن النبي (ص) كان يقسم بين نسائه في مرضه فيطاف به بينهن‌ و روي أن عليا كان له امرأتان فكان إذا كان يوم واحدة لا يتوضأ في بيت الأخرى‌ و كان معاذ بن جبل له امرأتان ماتتا في الطاعون فأقرع بينهما أيهما تدفن قبل الأخرى و قوله‌} «وَ إِنْ يَتَفَرَّقََا يُغْنِ اَللََّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ» يعني إذا أبى كل واحد من الزوجين مصلحة الآخر بأن تطالب المرأة بنصيبها من القسمة و النفقة

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست