responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 178

(1) - أي يا بؤس الجهل ضرارا و اللام مقمحة لتوكيد الإضافة و خليلا مفعول ثان لاتخذ.

ـ

المعنى‌

ثم بين سبحانه من يستحق الوعد الذي ذكره قبل فقال «وَ مَنْ أَحْسَنُ دِيناً» و هو في صورة الاستفهام و المراد به التقرير و معناه من أصوب طريقا و أهدى سبيلا أي لا أحد أحسن اعتقادا «مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلََّهِ» أي استسلم وجهه و المراد بقوله «وَجْهَهُ» هنا ذاته و نفسه كما قال تعالى: «كُلُّ شَيْ‌ءٍ هََالِكٌ إِلاََّ وَجْهَهُ» و المعنى انقاد لله سبحانه بالطاعة و لنبيه ص بالتصديق و قيل معنى «أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلََّهِ» قصده بالعبادة وحده كما أخبر عن إبراهيم (ع) أنه قال‌ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ و قيل معناه أخلص أعماله لله أي أتى بها مخلصا لله فيها «وَ هُوَ مُحْسِنٌ» أي فاعل للفعل الحسن الذي أمره الله تعالى و قيل معناه و هو محسن في جميع أقواله و أفعاله و قيل أن المحسن هنا الموحد و روي أن النبي ص سئل عن الإحسان‌فقال أن تعبد الله تعالى كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك‌ «وَ اِتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرََاهِيمَ » أي افتدى بدينه و سيرته و طريقته يعني ما كان عليه إبراهيم و أمر به بنيه من بعده و أوصاهم به من الإقرار بتوحيده و عدله و تنزيهه عما لا يليق به و من ذلك الصلاة إلى الكعبة و الطواف حولها و سائر المناسك «حَنِيفاً» أي مستقيما على منهاجه و طريقه و قد مر معنى الحنيف في سورة البقرة «وَ اِتَّخَذَ اَللََّهُ إِبْرََاهِيمَ خَلِيلاً» أي محبا لا خلل في مودته لكمال خلته و المراد بخلته لله أنه كان مواليا لأولياء الله و معاديا لأعداء الله و المراد بخلة الله تعالى له نصرته على من أراده بسوء كما أنقذه من نار نمرود و جعلها عليه بردا و سلاما و كما فعله بملك مصر حين راوده عن أهله و جعله إماما للناس و قدوة لهم قال الزجاج جايز أن يكون سمي خليل الله بأنه الذي أحبه الله بأن اصطفاه محبة تامة كاملة و أحب الله هو محبة تامة كاملة و قيل سمي خليلا لأنه افتقر إلى الله و توكل عليه و انقطع بحوائجه إليه و هو اختيار الفراء و أبي القاسم البلخي و إنما خصه الله بهذا الاسم و إن كان الخلق كلهم فقراء إلى رحمته تشريفا له بالنسبة إليه من حيث أنه فقير إليه لا يرجو لسد خلته سواءكما خص موسى بأنه كليم الله و عيسى بأنه روح الله و محمدا بأنه حبيب الله و قيل إنما سمي خليلا لأنه سبحانه خصه بما لم يخص به غيره من إنزال الوحي عليه و غير ذلك من خصائصه و إنما خصه من بين سائر الأنبياء بهذا الاسم على المعنيين اللذين ذكرناهما و إن كان كل واحد من الأنبياء خليل الله في زمانه لأنه سبحانه خصهم بالنبوة و قد روي عن النبي ص أنه قال قد اتخذ الله صاحبكم خليلا يعني نفسه و هذا الوجه اختيار أبي علي الجبائي قال و كل ما تعبد الله به إبراهيم فقد تعبد به‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست