responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 105

(1) - طاعتهم و الأذن على وجوه (أحدها) يكون بمعنى اللطف كقوله‌ «وَ مََا كََانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاََّ بِإِذْنِ اَللََّهِ» - (و ثانيها) -بمعنى التخلية كقوله تعالى‌ «وَ مََا هُمْ بِضََارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاََّ بِإِذْنِ اَللََّهِ - (و ثالثها) -بمعنى الأمر كما في الآية «وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ» أي بخسوها حقها بإدخال الضرر عليها بفعل المعصية من استحقاق العقاب و تفويت الثواب بفعل الطاعة و قيل ظلموا أنفسهم بالكفر و النفاق «جََاؤُكَ» تائبين مقبلين عليك مؤمنين بك «فَاسْتَغْفَرُوا اَللََّهَ» لذنوبهم و نزعوا عما هم عليه «وَ اِسْتَغْفَرَ لَهُمُ اَلرَّسُولُ » رجع من لفظ الخطاب في قوله «جََاؤُكَ» إلى لفظ الغيبة جريا على عادة العرب المألوفة و استغفرت لهم يا محمد ذنوبهم أي سألت الله أن يغفر لهم ذنوبهم «لَوَجَدُوا اَللََّهَ» هذا يحتمل معنيين- (أحدهما) -لوجدوا مغفرة الله لذنوبهم و رحمته إياهم- (و الثاني) -لعلموا الله توابا رحيما و الوجدان يكون بمعنى العلم و بمعنى الإدراك فلا يجوز أن يكون على ظاهره هنا بمعنى الإدراك لأنه سبحانه غير مدرك في نفسه «تَوََّاباً» أي قابلا لتوبتهم «رَحِيماً» بهم في التجاوز عما قد سلف منهم و في قوله «وَ مََا أَرْسَلْنََا مِنْ رَسُولٍ إِلاََّ لِيُطََاعَ» أوكد دلالة على بطلان مذهب المجبرة و القائلين بأن الله يريد أن يعصي أنبياءه قوم و يطيعهم آخرون و ذكر الحسن في هذه الآية إن اثني عشر رجلا من المنافقين ائتمروا فيما بينهم و اجتمعوا على أمر مكيدة لرسول الله فأتاه جبرائيل فأخبره بها فقال (ع) إن قوما دخلوايريدون أمرا لا ينالونه فليقوموا و ليستغفروا الله و ليعترفوا بذلك حتى أشفع لهم فلم يقوموا فقال رسول الله (ص) مرارا لا تقومون فلم يقم أحد منهم فقال (ص) قم يا فلان قم يا فلان حتى عد اثني عشر رجلا فقاموا و قالوا كنا عزمنا على ما قلت و نحن نتوب إلى الله من ظلمنا فاشفع لنا فقال الآن أخرجوا عني أنا كنت في أول أمركم أطيب نفسا بالشفاعة و كان الله أسرع إلى الإجابة فخرجوا عنه حتى لم يرهم‌ و في الآية دلالة على أن مرتكب الكبيرة يجب عليه الاستغفار فإن الله سيتوب عليه بأن يقبل توبته و يدل أيضا على أن مجرد الاستغفار لا يكفي مع كونه مصرا على المعصية لأنه لم يكن ليستغفر لهم الرسول ما لم يتوبوا بل ينبغي أن يتوب و يندم على ما فعله و يعزم في القلب على أن لا يعود أبدا إلى مثله ثم يستغفر الله باللسان ليتوب الله عليه.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست