responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 104

(1) - تصيب المصيبة بما يكتسبه العبد من الذنوب ثم اختلف في ذلك فقال أبو علي الجبائي لا يكون ذلك إلا عقوبة إلا في التائب و قال أبو هاشم يكون ذلك لطفا و قال القاضي عبد الجبار قد يكون ذلك لطفا و قد يكون جزاء و هو موقوف على الدليل‌ «أُولََئِكَ اَلَّذِينَ يَعْلَمُ اَللََّهُ مََا فِي قُلُوبِهِمْ» من الشرك و النفاق و الخيانة «فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ» أي لا تعاقبهم «وَ عِظْهُمْ» بلسانك «وَ قُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً» أي قل لهم إن أظهرتم ما في قلوبكم من النفاق قتلتم فهذا هو القول البليغ لأنه يبلغ من نفوسهم كل مبلغ عن الحسن و قيل معناه فأعرض عن قبول الاعتذار منهم و عظهم مع ذلك و خوفهم بمكاره تنزل بهم في أنفسهم إن عادوا لمثل ما فعلوه عن أبي علي الجبائي و في قوله «وَ قُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً» دلالة على فضل البلاغة و حث على اعتمادها بأوضح بيان لكونها أحد أقسام الحكمة لما فيها من بلوغ المعنى الذي يحتاج إلى التفسير باللفظ الوجيز مع حسن الترتيب.

ـ

الإعراب‌

ما في قوله «وَ مََا أَرْسَلْنََا» نافية فلذلك قال «مِنْ رَسُولٍ» لأن من لا تزاد في الإيجاب و زيادتها تؤذن باستغراق الكلام كقولك ما جاءني من أحد و لو موضوعة للفعل لما فيها من معنى الجزاء تقول لو كان كذا لكان كذا و لا تأتي بعدها إلا أن خاصة و إنما أجيز في أن خاصة أن تقع بعدها لأنها كالفعل في إفادة التأكيد فموضع أن بعد لو مع اسمها و خبرها رفع بكونه فاعل الفعل المضمر بعد لو و تقديره لو وقع أنهم جاءوك وقت ظلمهم أنفسهم أي لو وقع مجيئهم.

المعنى‌

ثم لامهم سبحانه على ردهم أمره و ذكر أن غرضه من البعثة الطاعة فقال «وَ مََا أَرْسَلْنََا مِنْ رَسُولٍ» أي لم نرسل رسولا من رسلنا «إِلاََّ لِيُطََاعَ» عني به أن الغرض من الإرسال أن يطاع الرسول و يمتثل بما يأمر به و إنما اقتضى ذكر طاعة الرسول هنا أن هؤلاء المنافقين الذين يتحاكمون إلى الطاغوت زعموا أنهم يؤمنون به و أعرضوا عن طاعته فبين الله أنه لم يرسل رسولا إلا ليطاع و قوله «بِإِذْنِ اَللََّهِ» أي بأمر الله الذي دل به على وجوب‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست