responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 912

(1) - و التصديق بك و الإقرار بوحدانيتك و اتباع رسولك و اتباع أمره و نهيه و قوله «أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ» معناه بأن آمنوا بربكم فحذف الباء و قيل معناه قال لنا آمنوا بربكم «فَآمَنََّا» أي فصدقنا الداعي فيما دعا إليه من التوحيد و الدين و أجبناه «فَاغْفِرْ لَنََا ذُنُوبَنََا» معناه استرها علينا و لا تفضحنا بها يوم القيامة على رءوس الأشهاد بعقوبتك «وَ كَفِّرْ عَنََّا سَيِّئََاتِنََا» معناه امحها بفضلك و رحمتك إيانا «وَ تَوَفَّنََا مَعَ اَلْأَبْرََارِ» معناه و اقبضنا إليك في جملة الأبرار و احشرنا معهم فإن قيل ما معنى قوله «وَ كَفِّرْ عَنََّا سَيِّئََاتِنََا» و قد أغنى عنه قوله «فَاغْفِرْ لَنََا» فالجواب عنه من وجهين (أحدهما) إن معناه اغفر لنا ذنوبنا ابتداء بلا توبة و كفر عنا إن تبنا و الثاني إن معناه اغفر لنا ذنوبنا بالتوبة و كفر عنا باجتناب الكبائر من السيئات لأن الغفران قد يكون ابتداء و من سبب و التكفير لا يكون إلا عند فعل من العبد و الأول أليق بمذهبنا} «رَبَّنََا وَ آتِنََا مََا وَعَدْتَنََا عَلى‌ََ رُسُلِكَ» هذه حكاية عمن تقدم وصفهم بأنهم يقولون أعطنا ما وعدتنا على لسان رسلك من الثواب «وَ لاََ تُخْزِنََا» أي لا تفضحنا أو لا تهلكنا «يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ إِنَّكَ لاََ تُخْلِفُ اَلْمِيعََادَ» و هو كلام مستأنف بدلالة أنه كسر إن و المعنى أنك وعدت الجنة لمن آمن بك و أنت لا تخلف وعدك‌فإن قيل ما وجه المسألة في إنجاز الوعد و المعلوم أنه يفعله لا محالة فالجواب عنه من وجوه (أحدها) إن ذلك على وجه الانقطاع إلى الله و التضرع له و التعبد كما قال‌ «قََالَ رَبِّ اُحْكُمْ بِالْحَقِّ» و اختاره علي بن عيسى و الجبائي (و الثاني) إن الكلام خرج مخرج المسألة و المراد الخبر أي توفنا مع الأبرار لتؤتينا ما وعدتنا به على رسلك و لا تخزنا يوم القيامة لأنهم علموا أن ما وعد الله به حق و لا بد أن ينجزه (و الثالث) معناه السؤال و الدعاء بأن يجعلهم ممن أتاهم ما وعدهم من الكرامة على ألسن رسله لا أنهم قد استحقوا منزلة الكرامة عند الله في أنفسهم و شهدوا ثم سألوه أن يؤتيهم ما وعدهم بعد علمهم باستحقاقهم عند أنفسهم لأنه لو كان كذا لكانوا قد زكوا أنفسهم و شهدوا بأنهم استوجبوا كرامة الله و لا يليق ذلك بصفة أهل الفضل من المؤمنين (و الرابع) أنهم إنما سألوا ذلك على وجه الرغبة منهم إلى الله في أن يؤتيهم ما وعدهم من النصر على أعدائهم من أهل الكفر و إعلاء كلمة الحق على الباطل ليعجل ذلك لهم لأنه لا يجوز أن يكونوا مع ما وصفهم الله به غير واثقين و لا على غير يقين أن الله لا يخلف الميعاد فرغبوا إليه في تعجيل ذلك و لكنهم كانوا وعدوا النصر و لم يوقت لهم في ذلك وقت فرغبوا إليه في تعجيل ذلك لهم لما لهم في ذلك من السرور بالظفر و هو اختيار الطبري و قال الآية مختصة بمن هاجر من أصحاب النبي الذين رغبوا في تعجيل النصرة على أعدائهم و قالوا لا صبر لنا على أناتك و حلمك و قوي ذلك بما بعد هذه الآية

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 912
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست