responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 893

(1) - فيه إلا كسر أن على أن يكون إن و خبرها في موضع المفعول الثاني من تحسبن.

اللغة

الإملاء إطالة المدة و الملي الحين الطويل و الملأ الدهر و الملوان الليل و النهار لطول تعاقبهما.

النزول‌

نزلت في مشركي مكة عن مقاتل و في قريظة و النضير عن عطاء .

ـ

المعنى‌

ثم بين سبحانه أن إمهال الكفار لا ينفعهم إذا كان يؤدي إلى العقاب فقال «وَ لاََ يَحْسَبَنَّ» أي لا يظنن «اَلَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمََا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ» أي إن إطالتنا لأعمارهم و إمهالنا إياهم خير لهم من القتل في سبيل الله بأحد لأن قتل الشهداء أداهم إلى الجنة و بقاء هؤلاء في الكفر يؤديهم إلى العقاب ثم ابتدأ سبحانه فقال «أَنَّمََا نُمْلِي لَهُمْ» أي إنما نطيل عمرهم و نترك المعاجلة لعقوبتهم «لِيَزْدََادُوا إِثْماً» أي لتكون عاقبة أمرهم بازديادهم الإثم فيكون اللام لام العاقبة مثل اللام في قوله‌ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَ حَزَناً و هم إنما أخذوه ليكون لهم سرورا و قرة عين و لكن لما علم الله أنه يصير في آخر أمره عدوا و حزنا قال كذلك و مثله في قول الشاعر:

أموالنا لذوي الميراث نجمعها # و دورنا لخراب الدهر نبنيها

و قول الآخر:

ء أم سماك فلا تجزعي # فللموت ما تلد الوالدة

و قول الآخر:

فللموت تغذو الوالدات سخالها # كما لخراب الدهر تبنى المساكن‌

و قول الآخر:

لدوا للموت و ابنوا للخراب‌

و لا يجوز أن يكون اللام لام الإرادة و الغرض لوجهين (أحدهما) أن إرادة القبيح قبيحة و تلك عنه سبحانه منفية (و الآخر) أنها لو كانت لام الإرادة لوجب أن يكون الكفار مطيعين لله تعالى من حيث فعلوا ما وافق إرادته و ذلك خلاف الإجماع و قد قال عز اسمه‌ وَ مََا خَلَقْتُ اَلْجِنَّ وَ اَلْإِنْسَ إِلاََّ لِيَعْبُدُونِ وَ مََا أَرْسَلْنََا مِنْ رَسُولٍ إِلاََّ لِيُطََاعَ بِإِذْنِ اَللََّهِ وَ مََا أُمِرُوا إِلاََّ لِيَعْبُدُوا اَللََّهَ و القرآن يصدق بعضه بعضا و على هذا فلا بد من تخصيص الآية فيمن علم منه أنه لا يؤمن لأنه لو كان فيهم من يؤمن لما توجه إليهم هذا الوعيد المخصوص و قال أبو القاسم البلخي معناه و لا يحسبن الذين كفروا أن إملاءنا لهم رضا بأفعالهم و قبول لها بل هو شر لهم لأنا نملي لهم و هم يزدادون إثما يستحقون به العذاب الأليم و مثله‌ وَ لَقَدْ ذَرَأْنََا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ أي ذرأنا كثيرا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 893
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست