responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 883

(1) - «أَمْوََاتاً» أي موتى كما مات من لم يقتل في سبيل الله في الجهاد «بَلْ أَحْيََاءٌ» أي بل هم أحياء و قد مر تفسيره في سورة البقرة عند قوله‌ «وَ لاََ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اَللََّهِ أَمْوََاتٌ» الآية و قوله «عِنْدَ رَبِّهِمْ» فيه وجهان (أحدهما) أنهم بحيث لا يملك لهم أحد نفعا و لا ضرا إلا ربهم و ليس المراد بذلك قرب المسافة لأن ذلك من صفة الأجسام و ذلك مستحيل على الله تعالى (و الآخر) أنهم عند ربهم أحياء من حيث يعلمهم كذلك دون الناس عن أبي علي الجبائي و روي عن ابن عباس و ابن مسعود و جابر أن النبي (ص) قال لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في حواصل طير خضر ترد أنهار الجنة و تأكل من ثمارها و روي عنه أنه قال لجعفر بن أبي طالب و قد استشهد في غزاة موته رأيته و له جناحان يطير بهما مع الملائكة في الجنة و أنكر بعضهم حديث الأرواح و قال الروح عرض لا يجوز أن يتنعم و هذا لا يصح لأن الروح جسم رقيق هوائي مأخوذ من الريح و يدل على ذلك أنه يخرج من البدن و يرد إليه و هي الحساسة الفعالة دون البدن و ليست من الحياة في شي‌ء لأن ضد الحياة الموت و ليس كذلك الروح و هذا قول علي بن عيسى «يُرْزَقُونَ» من نعيم الجنة غدوا و عشيا و قيل يرزقون النعيم في قبورهم‌} «فَرِحِينَ بِمََا آتََاهُمُ اَللََّهُ مِنْ فَضْلِهِ» أي يسرون بما أعطاهم الله من ضروب نعمه في الجنة و قيل في قبورهم و قيل معناه فرحين بما نالوا من الشهادة و جزائها «وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ» أي يسرون بإخوانهم الذين فارقوهم و هم أحياء في الدنيا على مناهجهم من الإيمان و الجهاد لعلمهم بأنهم إن استشهدوا لحقوا بهم و صاروا من كرامة الله إلى مثل ما صاروا هم إليه يقولون إخواننا يقتلون كما قتلنا فيصيبون من النعيم مثل ما أصبنا عن ابن جريج و قتادة و قيل أنه يؤتى الشهيد بكتاب فيه ذكر من تقدم عليه من إخوانه فيسر بذلك و يستبشر كما يستبشر أهل الغائب بقدومه في الدنيا عن السدي و قيل معناه لم يلحقوا بهم في الفضل إلا أن لهم فضلا عظيما بتصديقهم و إيمانهم عن الزجاج «أَلاََّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لاََ هُمْ يَحْزَنُونَ» أي يستبشرون بأن لا خوف عليهم و ذلك لأنه بدل من قوله «بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ» لأن الذين يلحقون بهم مشتملون على عدم الحزن فالاستبشار هنا إنما يقع بعدم خوف هؤلاء اللاحقين و معناه لا خوف عليهم فيمن خلفوه من ذريتهم لأن الله تعالى يتولاهم و لا هم يحزنون على ما خلفوا من أموالهم لأن الله قد أجزل ما عوضهم و قيل معناه لا خوف عليهم فيما يقدمون عليه لأن الله محص ذنوبهم بالشهادة و لا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 883
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست