responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 884

(1) - هم يحزنون على مفارقة الدنيا فرحا بالآخرة} «يَسْتَبْشِرُونَ» يعني هؤلاء الذين قتلوا في سبيل الله الذين وصفهم الله بأنهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله «بِنِعْمَةٍ مِنَ اَللََّهِ وَ فَضْلٍ» الفضل و النعمة عبارتان يعبر بهما عن معنى واحد قيل في تكراره قولان (أحدهما) إن المراد أنها ليست نعمة على قدر الكفاية من غير مضاعفة السرور و اللذة فالنعمة ما استحقوه بطاعتهم و الفضل ما زادهم من المضاعفة في الأجر (و الآخر) إنه للتأكيد و تمكين المعنى في النفس و المبالغة «وَ أَنَّ اَللََّهَ لاََ يُضِيعُ أَجْرَ اَلْمُؤْمِنِينَ» أي يوفر جزاءهم و إنما ذكر ذلك و إن كان غيرهم يعلم ذلك‌لأنهم يعلمونه بعلم الموت ضرورة و إنما يعلمونه في دار التكليف استدلالا و ليس الاستدلال كالمشاهدة و لا الخبر كالمعاينة فإن مع الضرورة و العيان يتضاعف سرورهم و يشتد ارتباطهم و فيه دلالة على أن الثواب مستحق و إن الله لا يبطله البتة و إن الإثابة لا تكون إلا من قبله تعالى و لذلك أضاف نفي الإضاعة إلى نفسه و ما روي في الأخبار من ثواب الشهداء أكثر من أن يحصى أعلاها إسنادا ما رواه علي بن موسى الرضا (ع) عن الحسين بن علي (ع) قال بينما أمير المؤمنين يخطب و يحضهم على الجهاد إذ قام إليه شاب فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن فضل الغزاة في سبيل الله فقال كنت رديف رسول الله (ص) على ناقته العضباء و نحن منقلبون عن غزوة ذات السلاسل فسألته عما سألتني عنه فقال الغزاة إذا هموا بالغزو كتب الله لهم براءة من النار فإذا تجهزوا لغزوهم باهى الله بهم الملائكة فإذا ودعهم أهلوهم بكت عليهم الحيطان و البيوت و يخرجون من الذنوب كما تخرج الحية من سلخها و يوكل الله بكل رجل أربعين ملكا يحفظونه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و لا يعمل حسنة إلا ضعف له و يكتب له كل يوم عبادة ألف رجل يعبدون الله ألف سنة كل سنة ثلاثمائة و ستون يوما اليوم مثل عمر الدنيا و إذا صاروا بحضرة عدوهم انقطع علم أهل الدنيا عن ثواب الله إياهم فإذا برزوا لعدوهم و أشرعت الأسنة و فوقت السهام و تقدم الرجل إلى الرجل‌حفتهم الملائكة بأجنحتها يدعون الله بالنصرة و التثبيت فينادي مناد الجنة تحت ظلال السيوف فتكون الطعنة و الضربة على الشهيد أهون من شرب الماء البارد في اليوم الصائف و إذا زال الشهيد من فرسه بطعنة أو ضربة لم يصل إلى الأرض حتى يبعث الله إليه زوجته من الحور العين فتبشره بما أعد الله له من الكرامة فإذا وصل إلى الأرض تقول له الأرض مرحبا بالروح الطيب الذي أخرج من البدن الطيب أبشر فإن لك ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر و يقول الله عز و جل أنا خليفته في أهله من أرضاهم فقد أرضاني و من أسخطهم فقد أسخطني و يجعل الله روحه في حواصل طير

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 884
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست