responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 870

(1) - «إِنَّ اَللََّهَ يُحِبُّ اَلْمُتَوَكِّلِينَ» يعني الواثقين به و المعتمدين عليه و المنقطعين إليه الواكلين أمرهم إلى لطفه و تدبيره و في هذه الآية دلالة على اختصاص نبينا بمكارم الأخلاق و محاسن الأفعال و من عجيب أمره ص أنه كان أجمع الناس لدواعي الترفع ثم كان أدناهم إلى التواضع و ذلك أنه كان أوسط الناس نسبا و أوفرهم حسبا و أسخاهم و أشجعهم و أزكاهم و أفصحهم و هذه كلها من دواعي الترفع ثم كان من تواضعه أنه كان يرقع الثوب و يخصف النعل و يركب الحمار و يعلف الناضح و يجيب دعوة المملوك‌و يجلس في الأرض و يأكل على الأرض و كان يدعو إلى الله من غير زئر و لا كهر و لا زجر و لقد أحسن من مدحه في قوله:

فما حملت من ناقة فوق ظهرها # أبر و أوفى ذمة من محمد

و في الآية أيضا ترغيب للمؤمنين في العفو عن المسي‌ء و حثهم على الاستغفار لمن يذنب منهم و على مشاورة بعضهم بعضا فيما يعرض لهم من الأمور و نهيهم عن الفظاظة في القول و الغلظة و الجفاء في الفعل و دعائهم إلى التوكل عليه و تفويض الأمر إليه و فيها أيضا دلالة على ما نقوله في اللطف لأنه سبحانه نبه على أنه لو لا رحمته لم يقع اللين و التواضع و لو لم يكن كذلك لما أجابوه فبين أن الأمور المنفرة منفية عنه و عن سائر الأنبياء و من يجري مجراهم في أنه حجة على الخلق و هذا يوجب تنزيههم أيضا عن الكبائر لأن التنفير في ذلك أكثر.

المعنى‌

لما أمر الله سبحانه نبيه بالتوكل بين معنى وجوب التوكل عليه فقال «إِنْ يَنْصُرْكُمُ اَللََّهُ» على من ناواكم «فَلاََ غََالِبَ لَكُمْ» أي فلا يقدر أحد على غلبتكم و إن كثر عدد من يناوئكم و قل عددكم «وَ إِنْ يَخْذُلْكُمْ» أي يمنعكم معونته و يخل بينكم و بين أعدائكم بمعصيتكم إياه «فَمَنْ ذَا اَلَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ» الهاء عائدة إلى اسم الله على الظن و المعنى على حذف المضاف و تقديره من بعد خذلانه يعني أنه لا ناصر لكم ينصركم بعد خذلان الله إياكم و من هاهنا معناه التقرير بالنفي في صورة الاستفهام أي لا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 870
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست