responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 869

(1) -

الإعراب‌

«فَبِمََا رَحْمَةٍ» ما زائدة بإجماع المفسرين و مثله قوله‌ عَمََّا قَلِيلٍ جاءت ما مؤكدة للكلام و دخولها تحسن النظم كدخولها لاتزان الشعر في نحو قول عنترة :

يا شاة ما قنص لمن حلت له # حرمت علي و وليتها لم تحرم‌

و قال الفرزدق :

ناديت أنك إن نجوت فبعد ما # يأس و قد نظرت إليك شعوب‌

و ذلك ليتمكن المعنى في النفس فجرى مجرى التكرير.

المعنى‌

ثم بين سبحانه أن مساهلة النبي ص إياهم و مجاوزته عنهم من رحمته تعالى حيث جعله لين العطف حسن الخلق «فَبِمََا رَحْمَةٍ» أي فبرحمة «مِنَ اَللََّهِ لِنْتَ لَهُمْ» معناه أن لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين لأنك تأتيهم مع سماحة أخلاقك و كرم سجيتك بالحجج و البراهين «وَ لَوْ كُنْتَ» يا محمد «فَظًّا» أي جافيا سي‌ء الخلق «غَلِيظَ اَلْقَلْبِ» أي قاسي الفؤاد غير ذي رحمة و لا رأفة «لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ» أي لتفرق أصحابك عنك و نفروا منك و قيل إنما جمع بين الفظاظة و الغلظة و إن كانتا متقاربتين لأن الفظاظة في الكلام فنفى الجفاء عن لسانه و القسوة عن قلبه «فَاعْفُ عَنْهُمْ» ما بينك و بينهم «وَ اِسْتَغْفِرْ لَهُمْ» ما بينهم و بيني و قيل معناه فاعف عنهم فرارهم من أحد و استغفر لهم من ذلك الذنب «وَ شََاوِرْهُمْ فِي اَلْأَمْرِ» أي استخرج آراءهم و اعلم ما عندهم و اختلفوا في فائدة مشاورته إياهم مع استغنائه بالوحي‌عن تعرف صواب الرأي من العباد على أقوال (أحدها) أن ذلك على وجه التطييب لنفوسهم و التآلف لهم و الرفع من أقدارهم ليبين أنهم ممن يوثق بأقوالهم و يرجع إلى آرائهم عن قتادة و الربيع و ابن إسحاق (و ثانيها) أن ذلك لتقتدي به أمته في المشاورة و لم يروها نقيصة كما مدحوا بأن‌ أَمْرُهُمْ شُورى‌ََ بَيْنَهُمْ عن سفيان بن عيينة (و ثالثها) أن ذلك ليمتحنهم بالمشاورة ليتميز الناصح من الغاش (و خامسها) أن ذلك في أمور الدنيا و مكائد الحرب و لقاء العدو و في مثل ذلك يجوز أن يستعين بآرائهم عن أبي علي الجبائي «فَإِذََا عَزَمْتَ» أي فإذا عقدت قلبك على الفعل و إمضائه و رووا عن جعفر بن محمد و عن جابر بن يزيد فإذا عزمت بالضم‌ فعلى هذا يكون معناه فإذا عزمت لك و وفقتك و أرشدتك «فَتَوَكَّلْ عَلَى اَللََّهِ» أي فاعتمد على الله و ثق به و فوض أمرك إليه‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 869
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست