responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 867

(1) - فقال «يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاََ تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا» يريد عبد الله بن أبي سلول و أصحابه من المنافقين عن السدي و مجاهد و قيل هو عام «وَ قََالُوا لِإِخْوََانِهِمْ» من أهل النفاق «إِذََا ضَرَبُوا فِي اَلْأَرْضِ» أي سافروا فيها لتجارة أو طلب معاش فماتوا عن السدي و ابن إسحاق و إنما خص الأرض بالذكر لأن أكثر أسفارهم كان في البر و قيل اكتفي بذكر البر عن ذكر البحر كقوله تعالى‌ «سَرََابِيلَ تَقِيكُمُ اَلْحَرَّ» و قيل لأن الأرض تشتمل على البر و البحر «أَوْ كََانُوا غُزًّى» أي غزاة محاربين للعدو فقتلوا «لَوْ كََانُوا» مقيمين «عِنْدَنََا مََا مََاتُوا وَ مََا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اَللََّهُ ذََلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ» معناه قالوا هذا القول ليثبطوا المؤمنين عن الجهاد فلم يقبل المؤمنون ذلك و خرجوا و نالوا العز و الغنيمة فصار حسرة في قلوبهم و اللام على هذا في ليجعل لام العاقبة و قيل معناه و لا تكونوا كهؤلاء الكفار في هذه المقالة لكي يجعل الله تلك المقالة سببا لإلزام الحسرة و الحزن في قلوبهم لما يحصل لهم من الخيبة فيما أملوا من الموافقة و لما فاتهم من عز الظفر و الغنيمة «وَ اَللََّهُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ» أي هو الذي يحيي و يميت في السفر و الحضر عند حضور الأجل لا مقدم لما أخر و لا مؤخر لما قدم و لا راد لما قضى و لا محيص عما قدر و هذا يتضمن منع الناس عن التخلف في الجهاد خشية القتل فإن الإحياء و الإماتة بيد الله سبحانه فلا حياة لمن قدر الله موته و لا موت لمن قدر الله حياته «وَ اَللََّهُ بِمََا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» أي مبصر و قيل عليم و هذا يتضمن الترغيب في الطاعة و الترهيب عن المعصية ثم حث سبحانه على الجهاد و بين أن الشهادة خير من أموال الدنيا المستفادة بأن قال‌} «وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ» أيها المؤمنون «فِي سَبِيلِ اَللََّهِ» أي في الجهاد «أَوْ مُتُّمْ» قاصدين مجاهدة الكفار استوجبتم «لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اَللََّهِ وَ رَحْمَةٌ» و المغفرة الصفح عن الذنوب و الرحمة الثواب و الجنة و هاتان «خَيْرٌ مِمََّا يَجْمَعُونَ» من الأموال و المقاصد الدنيوية و هذا يتضمن تعزية المؤمنين و تسليتهم عما أصابهم في سبيل الله و فيه تقوية لقلوبهم و تهوين للموت و القتل عليهم ثم قال‌} «وَ لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اَللََّهِ تُحْشَرُونَ» أي سواء متم أو قتلتم‌فإن مرجعكم إلى الله فيجزي كلا منكم كما يستحقه المحسن على إحسانه و المسي‌ء على إساءته فآثروا ما يقربكم منه و يوجب لكم رضاه من العمل بطاعته و الجهاد في سبيله و لا تركنوا إلى الدنيا و في هذا المعنى البيت الذي‌ ينسب إلى الإمام الحسين بن علي :

فإن تكن الأبدان للموت أنشئت # فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل‌

(سؤال) إن قيل كيف عادل بين مغفرة الله و رحمته و بين حطام الدنيا مع تفاوت ما

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 867
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست