responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 864

(1) - أنهم لا يختارون ذلك علم أنهم قادرون و لو وجب ذلك لوجب أن يكون تعالى قادرا على ما علم أنه لا يفعله و القول بذلك كفر «وَ لِيَبْتَلِيَ اَللََّهُ مََا فِي صُدُورِكُمْ» أي يختبر الله ما في صدوركم بأعمالكم لأنه قد علمه غيبا فيعلمه شهادة لأن المجازاة إنما تقع على ما علم مشاهدة لا على ما هو معلوم منهم غير معمول عن الزجاج و قيل معناه ليعاملكم معاملة المبتلين مظاهرة في العدل عليكم و قيل أنه عطف على قوله ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ «وَ لِيَبْتَلِيَ اَللََّهُ مََا فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِّصَ مََا فِي قُلُوبِكُمْ» أي يخلص و قيل هذا خطاب للمنافقين أي يأمركم بالخروج فلا تخرجون فيظهر للمسلمين معاداتكم لهم و تنكشف أسراركم فلا يعدكم المسلمون من جملتهم و قيل معناه ليبتلي أولياء الله ما في صدوركم كما في قوله‌ «اَلَّذِينَ يُحََارِبُونَ اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ» و «يُؤْذُونَ اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ» و قيل أنه عطف على قوله «أَمَنَةً نُعََاساً» أي ليظهر عند هذه الأحوال موافقة باطنكم ظاهركم «وَ لِيُمَحِّصَ مََا فِي قُلُوبِكُمْ» أي يطهرها من الشك بما يريكم من عجائب صنعه و يخلص نياتكم و هذا التمحيص خاص للمؤمنين دون المنافقين «وَ اَللََّهُ عَلِيمٌ بِذََاتِ اَلصُّدُورِ» معناه أن الله لا يبتليكم ليعلم ما في صدوركم فإن الله عليم بذلك و إنما ابتلاكم ليظهر أسراركم فيقع الجزاء على ما ظهر.

المعنى‌

ثم ذكر الله الذين انهزموا يوم أحد أيضا فقال «إِنَّ اَلَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ» أي إن الذين ولوا الدبر على المشركين بأحد منكم أيها المسلمون عن قتادة و الربيع و قيل هم الذين هربوا إلى المدينة في وقت الهزيمة عن السدي «يَوْمَ اِلْتَقَى اَلْجَمْعََانِ» جمع المسلمين و سيدهم رسول الله و جمع المشركين و رئيسهم أبو سفيان «إِنَّمَا اِسْتَزَلَّهُمُ اَلشَّيْطََانُ» أي طلب زلتهم عن القتيبي و قيل أزل و استزل بمعنى «بِبَعْضِ مََا كَسَبُوا» من معاصيهم السالفة فلحقهم شؤمها و قيل استزلهم بمحبتهم للغنيمة مع حرصهم على تبقية الحياة عن الجبائي قال و في ذلك الزجر عما يؤدي إلى الفتور فيما يلزم من الأمور و قيل استزلهم بذكر خطايا سلفت لهم فكرهوا القتل قبل إخلاص التوبة منها و الخروج من المظلمة فيها عن الزجاج «وَ لَقَدْ عَفَا اَللََّهُ عَنْهُمْ» أعاد تعالى ذكر العفو تأكيدا لطمع المذنبين في العفو و منعا لهم عن اليأس و تحسينا لظنون المؤمنين «إِنَّ اَللََّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ»

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 864
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست