responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 813

(1) -

قصير الخطو يحسب من رآني # و لست مقيدا أني بقيد

أراد أنني قيدت بقيد قال علي بن عيسى ما ذكره الفراء ضعيف من وجهين (أحدهما) أن حذف الموصول عند البصريين لا يجوز لأنه إذا احتاج إلى الصلة تبين عنه فالحاجة إلى البيان عنه بذكره أشد و إنما يجوز حذف الشي‌ء للاستغناء عنه بدلالة غيره عليه و لو دل عليه لحذف مع صلته لأنه معها بمنزلة شي‌ء واحد و (الوجه الآخر) أن الكلام إذا صح معناه من غير حذف لم يجز تأويله على الحذف و قيل في هذا الاستثناء أنه منقطع لأن الذلة لازمة لهم على كل حال فجرى مجرى قوله‌ وَ مََا كََانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاََّ خَطَأً فعامل الإعراب موجود و المعنى على الانقطاع و مثله‌ لاََ يَسْمَعُونَ فِيهََا لَغْواً إِلاََّ سَلاََماً فكل انقطاع ففيه إزالة الإبهام الذي يلحق الكلام فقوله‌ «لاََ يَسْمَعُونَ فِيهََا لَغْواً» قد يوهم أنهم من حيث لا يسمعون فيها لغوا لا يسمعون كلاما فقيل لذلك إلا سلاما و كذلك قوله «وَ مََا كََانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً» قد يتوهم أنه لا يقتل مؤمن مؤمنا على وجه فقيل لذلك إلا خطأ و كذلك «ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ اَلذِّلَّةُ» قد يتوهم أنه من غير جواز موادعة فقيل إِلاََّ بِحَبْلٍ مِنَ اَللََّهِ و قيل إن الاستثناء متصل لأن عز المسلمين عز لهم بالذمة و هذا لا يخرجهم من الذلة في أنفسهم.

النزول‌

قال مقاتل أن رءوس اليهود مثل كعب و أبي رافع و أبي ياسر و كنانة و ابن صوريا عمدوا إلى مؤمنيهم كعبد الله بن سلام و أصحابه فأنبوهم لإسلامهم فنزلت الآية.

المعنى‌

«لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاََّ أَذىً» وعد الله المؤمنين أنهم منصورون و أن أهل الكتاب لا يقدرون عليهم و لا ينالهم من جهتهم مضرة إلا أذى من جهة القول ثم اختلفوا في هذا القول فقيل هو كذبهم على الله و تحريفهم كتاب الله و قيل هو ما كانوا يسمعون المؤمنين من الكلام المؤذي «وَ إِنْ يُقََاتِلُوكُمْ» أي و أن يجاوزوا عن الإيذاء باللسان إلى القتال و المحاربة «يُوَلُّوكُمُ اَلْأَدْبََارَ» منهزمين «ثُمَّ لاََ يُنْصَرُونَ» أي ثم لا يعاونون لكفرهم ففي هذه الآية دلالة على صحة نبوة نبينا ص لوقوع مخبره على وفق خبره لأن يهود المدينة من بني قريظة و النضير و بني قينقاع و يهود خيبر الذين حاربوا النبي و المسلمين لم يثبتوا لهم قط و انهزموا و لم ينالوا من المسلمين إلا بالسب و الطعن‌} «ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ اَلذِّلَّةُ» أي أثبت عليهم الذلة و أنزلت بهم و جعلت محيطة بهم و هو استعارة من ضرب القباب و الخيام عن أبي مسلم و قيل معناه ألزموا الذلة فثبتت فيه من قولهم ضرب فلان الضريبة على عبده أي ألزمها إياه قال الحسن ضربت الذلة على اليهود فلا يكون لها منعة

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 813
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست