نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 810
(1) -
المعنى
«تِلْكَ آيََاتُ اَللََّهِ» أي تلك التي قد جرى ذكرها حجج الله و علاماته و بيناته «نَتْلُوهََا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ» نقرأها عليك بالحق يا محمد ص و على أمتك و نذكرها لك و نعرفك إياها و نقصها عليك «بِالْحَقِّ» أي بالحكمة و الصواب «وَ مَا اَللََّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعََالَمِينَ» معناه لا يظلمهم بأن يحملهم من العقاب ما لم يستحقوه أو ينقصهم من الثواب عما استحقوه و إنما يظلم من يظلم لجهله بقبح الظلم أو لحاجة إليه من دفع ضرر و جر نفع و تعالى الله عن صفة الجهل و الحاجة و سائر صفات النقص علوا كبيرا و كيف يجوز أن يظلم أحدا و هو الذي خلقهم و أنشأهم و ابتدعهم و آتاهم من النعم ما لا تسمو إليه هممهم و عرضهم بها لما هو أعظم منها قدرا و أجل خطرا و هو نعيم الآخرة ثم ذكر سبحانه وجه غناه عن الظلم فقال} «وَ لِلََّهِ مََا فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ مََا فِي اَلْأَرْضِ» ملكا و ملكا و خلقا «وَ إِلَى اَللََّهِ تُرْجَعُ اَلْأُمُورُ» اختلفوا في كيفية رجوع الأمل إلى الله تعالى فقيل أن الأمور تذهب بالفناء ثم يعيدها الله للمجازاة و قيل أن الله تعالى قد ملك عباده في الدنيا أمورا و جعل لهم تصرفا و يزول جميع ذلك في الآخرة و يرجع إليه كله كما قال لِمَنِ اَلْمُلْكُ اَلْيَوْمَ و في وقوع المظهر موقع المضمر في قوله «وَ إِلَى اَللََّهِ تُرْجَعُ اَلْأُمُورُ» قولان (أحدهما) ليكون كل واحد من الكلامين مكتفيا بنفسه (و الآخر) ليكون أفخم في الذكر و الموضع موضع التفخيم و ليس كقول الشاعر:
لا أرى الموت يسبق الموت شيء # نغص الموت ذا الغنى و الفقيرا
لأن البيت مفتقر إلى الضمير و الآية مستغنية عنه.
المعنى
لما تقدم ذكر الأمر و النهي عقبه تعالى بذكر من تصدى للقيام بذلك و مدحهم ترغيبا في الاقتداء بهم فقال «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنََّاسِ» قيل فيه أقوال (أحدها) أن معناه أنتم خير أمة و إنما قال «كُنْتُمْ» لتقدم البشارة لهم في الكتب الماضية عن الحسن و يعضده ما روي عن النبي ص أنه قال أنتم وفيتم سبعين أمة أنتم خيرها و أكرمها
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 810