responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 793

793

(1) - فحمل عليها رسول الله ص أسامة بن زيد فكأن زيدا وجد في نفسه و قال إنما أردت أن أتصدق به فقال رسول الله أما إن الله قد قبلها منك‌ و أعتق ابن عمر جارية كان يحبها و تلا هذه الآية و قال لو لا أني لا أعود في شي‌ء جعلته لله تعالى لنكحتها و أضاف أبو ذر الغفاري ضيفا فقال للضيف إني مشغول و إن لي إبلا فاخرج و أتني بخيرها فذهب فجاء بناقة مهزولة فقال له أبو ذر خنتني بهذه فقال وجدت خير الإبل فحلها فذكرت يوم حاجتكم إليه فقال أبو ذر إن يوم حاجتي إليه ليوم أوضع في حفرتي مع أن الله يقول «لَنْ تَنََالُوا اَلْبِرَّ حَتََّى تُنْفِقُوا مِمََّا تُحِبُّونَ» و قال أبو ذر في المال ثلاثة شركاء القدر لا يستأمرك أن يذهب بخيرها أو شرها من هلك أو موت و الوارث ينتظرك أن تضع رأسك ثم يستاقها و أنت ذميم و أنت الثالث فإن استطعت أن لا تكون أعجز الثلاثة فلا تكن إن الله يقول «لَنْ تَنََالُوا اَلْبِرَّ حَتََّى تُنْفِقُوا مِمََّا تُحِبُّونَ» و إن هذا الجمل كان مما أحب من مالي فأحببت أن أقدمه لنفسي و قال بعضهم دلهم بهذه الآية على الفتوة فقال «لَنْ تَنََالُوا اَلْبِرَّ» أي بري بكم إلا ببركم بإخوانكم و الإنفاق عليهم من مالكم و جاهكم و ما تحبون فإذا فعلتم ذلك نالكم بري و عطفي «وَ مََا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْ‌ءٍ فَإِنَّ اَللََّهَ بِهِ عَلِيمٌ» جاء بالفاء على جواب الشرطو إن كان الله يعلم ذلك على كل حال و فيه وجهان (أحدهما) أن تقديره و ما تنفقوا من شي‌ء فإن الله يجازيكم به قل أو كثر لأنه عليم لا يخفى عليه شي‌ء منه (و الآخر) أن تقديره فإنه يعلمه الله موجودا على الحد الذي تفعلونه من حسن النية أو قبحها فإن قيل كيف قال سبحانه «لَنْ تَنََالُوا اَلْبِرَّ حَتََّى تُنْفِقُوا مِمََّا تُحِبُّونَ» و الفقير ينال الجنة و إن لم ينفق قيل الكلام خرج مخرج الحث على الإنفاق و هو مقيد بالإمكان و إنما أطلق على سبيل المبالغة في الترغيب و الأولى أن يكون المراد لن تنالوا البر الكامل الواقع على أشرف الوجوه حتى تنفقوا مما تحبون‌ و روي عن ابن عمر أن النبي ص سئل عن هذه الآية فقال هو أن ينفق العبد المال و هو شحيح يأمل الدنيا و يخاف الفقر.

النظم‌

وجه اتصال هذه الآية بما قبلها أنه لما ذكر في الآية الأولى «فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْ‌ءُ اَلْأَرْضِ ذَهَباً» وصل ذلك بقوله «لَنْ تَنََالُوا اَلْبِرَّ حَتََّى تُنْفِقُوا» لئلا يؤدي امتناع غناء الفدية إلى الفتور في الصدقة و ما جرى مجراها من وجوه الطاعة.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 793
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست